انه كان رجلا حكيما وحسب.
اختلف الاقوال في لقمان عليه السلام هل كان نبيا او حكيما ، ويذهب الاكثر الا انه كان حكيما ، لذلك سمي لقمان الحكيم ...
وقد روي في المجمع عن نافع عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : حقا اقول لم يكن لقمان نبيا ولكن كان عبدا كثير التفكر ، حسن اليقين ، احب الله فاحبه ومن عليه بالحكمة. (1)
وقد جاء في بعض التواريخ : ان لقمان كان عبدا اسود من سودان مصر ، وكان له الى جانب وجهه غير الحسن ، قلب مضيء وروح صافية ، وكان صادق القول ، ولا يمزج الامانة بالخيانة ، ولم يكن يتدخل فيما لا يعنيه.
وروي : ان شخصا سأل لقمان قال له : الم تكن ترعى معنا الغنم؟ قال نعم ، فقال الرجل : فمن اين اتاك كل هذا العلم والحكمة؟
قال : قدر الله ، واداء الامانة ، وصدق الحديث ، والصمت عما لا يعنيني (2).
وقيل انه كان ابن اخت ايوب ، وقيل كان ابن خالة ايوب.
وكان رجلا قويا في امر الله ، متورعا في الله ، ساكتا مستكينا عميق النظر ، طويل الفكر ، مستغنن بالصبر ، لم ينم نهارا قط ، ولم يره احد من الناس على بول ولا غائط ولا اغتسال لشدة تستره وعمق نظره وتحفظه في امره ، ولم يضحك من شيء مخافة الاثم ولم يغضب ، ولم يمازح انسانا قط ، ولم يفرح بشيء اتاه من امر الدنيا ، ولا حزن منها على شيء قط ، وولد له من الاولاد الكثير وقد مات اكثرهم ، فما بكى على موت احد قط.
ولم يمر برجلين يختصمان او يقتتلان الا اصلح بينهما ... ، ولم يسمع قولا
पृष्ठ 196