فصدقت وهو من الكاذبين * وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين ) (1).
اي دليل اقوى من هذا الدليل ، فقد ركضت خلف يوسف وقدت قميصه من دبر ، لانه كان يريد الفرار منها فامسكت بثوبه فقدته.
ولكن من هو هذا الشاهد الذي انقذ يوسف في اللحظة الحاسمة؟ سوف يأتي انشاء الله ...
كان هذا سندا على طهارة يوسف وبرائته من الجريمة ، وفي نفس الوقت دليلا على افتضاح المجرم !
اما عزيز مصر لما رأى الحقيقة قبل هذا الحكم ، وخوفا من ان يذيع هذا الحادث المؤسف على الملا ، ويسقط ماء وجهه ، رأى من الصلاح جعل القضية طي الكتمان والسر ، فالتفت الى زوجته قائلا لها ... ( انه من كيدكن ان كيدكن عظيم )، والتفت الى يوسف قائلا له : ( يوسف اعرض عن هذا ) اي اكتم هذا الأمر ولا تخبر به احدا ، ثم التفت مرة ثانية الى امرأته وقال : ( واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين ) (2).
هل كان هذا اول مرة وآخر مرة من امرأة العزيز في مراودته ليوسف؟ كلا ، بل كانت هناك محاولات متعددة قبل هذه الحادثة وبعدها في جلب يوسف لها ، وقد استولى عليها الوله وسلب منها الحب والغرام كل حلم وحزم ، ولم تكن المراودة مرة او مرتين الى ان انتشر حبها ليوسف بين اكثر نساء مصر وخاصة بين نساء القصور والامراء واصبح حديث الساعة في محافلهن ومجالسهن ، واخذن يعيرن بذلك عزيزة مصر وقلن انها تولهت الى فتاها وافتتنت به فراودته عن نفسه
पृष्ठ 148