74

Hukm al-Samaa

حكم السماع

संपादक

حماد سلامة

प्रकाशक

مكتبة المنيار

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1408 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

الأردن

الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، قال فقلنا: يا رسول الله! كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا، فقال: أوصيكم بالسمع والطاعة، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور. فإن كل بدعة ضلالة(١). وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما تركت من شيء يبعدكم عن النار إلا وقد حدثتكم به))(٢). وقال: ((تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك))(٣).

وشواهد هذا ((الأصل العظيم الجامع)) من الكتاب والسنة كثيرة وترجم عليه أهل العلم في الكتب. ((كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة)) كما ترجم عليه البخاري والبغوي وغيرهما. فمن اعتصم بالكتاب والسنة كان من أولياء الله المتقين، وحزبه المفلحين، وجنده الغالبين، وكان السلف - كمالك(٤) وغيره -؛ يقولون السنة كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وقال الزهري(٥): كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة.

وأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه ج ٧ ص ١٥٣، وابن ماجة في كتاب الفتن باب ما يكون من الفتن ج ٢ ص ١٣٠٦.

(١) رواه أبو داود في كتاب السنة باب في لزوم السنة ج ٥ ص ١٣، وابن ماجة في المقدمة باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين ج ١ ص ١٥، والترمذي في كتاب العلم باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع ج ٥ ص ٤٤ وقال: ((هذا حديث حسن صحيح))، والدارمي في المقدمة باب اتباع السنة ج ١ ص ٤٤، والإمام أحمد في المسند ج ٤ ص ١٢٧.

(٢) سبق تخريجه ص ٧٠.

(٣) سبق تخريجه ص ٧٠.

(٤) هو الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان ويقال عثمان، الأصبحي المدني إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأعلام ولد سنة ٩٥ هـ وتوفي في شهر ربيع الأول سنة ١٧٩ هـ. [وفيات الأعيان ٤ /١٣٥].

(٥) هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة

74