بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر
79 - وأثبت من بعد الرسول خليفة ... إماما به الإسلام من بعده افتخر
80 - أبو بكر الصديق أولاهم بها ... ومن بعده الفاروق أعني به عمر
قال الشيخ أبو سليمان الخطابي رحمه الله:
((قد نطق الكتاب بإمامة أبي بكر رضي الله عنه في قوله عز وجل: {قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد} إلى آخر الآية: نزلت في أعراب حول المدينة [تخلفوا] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الحديبية، #682# فاختلف أهل التفسير فيه على ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم أهل اليمامة، وقد دعاهم إليه أبو بكر.
والثاني: الروم، وقد دعاهم إليه أبو بكر ثم عمر، وهو الذي استخلف عمر.
والثالث: أنهم فارس، وقد دعاهم عمر، وفي ثبوت خلافة عمر خلافة أبي بكر، وقوله سبحانه: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات .. .. } الآية.
بيان ذلك من الأثر:
أخبرنا أحمد بن محمد، الإسناد إلى عروة، عن عائشة: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وجعا، فأمر أبا بكر أن يصلي بالناس، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة فجاء فقعد إلى جنب أبي بكر، فأم رسول الله أبا بكر، وأم أبو بكر الناس وهو قائم)).
أخبرنا أبو نصر محمد الهاشمي، الإسناد إلى هشام، عن #684# أبيه، عن عائشة: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: ((مروا أبا بكر فليصل بالناس)). قالت عائشة لحفصة: قولي له إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل بالناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنكن لأنتن صواحبات يوسف! مروا أبا بكر يصلي بالناس)). قالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرا!
لهذا الحديث طرق كثيرة مجموعة عند أهل النقل، وهو #685# من الأحاديث التي أجمع على صحتها، فأغنى الاستدلال والتصحيح.
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الشيرازي، الإسناد إلى محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: [أتت] النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه. قالت: يا رسول الله! أرأيت إن رجعت فلم أجدك؟ -كأنها تعني الموت-، قال: ((إن لم تجديني فأتي أبا بكر)).
أخرجاه في الصحيحين.
أخبرنا أبو علي الشافعي بمكة، الإسناد إلى ربعي بن حراش، عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر)).
पृष्ठ 681