في صدر الكتاب. وما دمنا لا نعرف شيئا عن مؤلف الكتاب فلنتحدث عن هذا الأمير الذي عاش المؤلف في كنفه.
هو أبو الحارث محمد بن أحمد بن فريغون ثالث حكام أسرة آل فريغون التي حكمت بالجوزجان وبلخ. ويذكر المؤرخ الكريزي أن الأمير الساماني نوح بن منصور بن نوح (حكم من ٣٦٥- ٣٨٧ هـ) قد أقام مع أبي الحارث علاقات صداقة ليشد به أزره «١»، وفي تاريخ العتبي المعروف باليميني نماذج من استعانة الأمير نوح الساماني به في المعارك التي خاضها ضد مناوئيه «٢» . كما ذكر العتبي في الفصل الذي خصصه لأسرة آل فريغون «٣» أنهم حكموا الجوزجان أبا عن جد وأن بلاطهم كان موئل الأدباء والشعراء من شتى البقاع، ثم ذكر واحدا من هؤلاء وهو بديع الزمان الهمداني وأورد له قطعة نثرية في مدح أبي الحارث ختمها بأبيات منها:
لآل فريغون في المكرمات ... يد أولا واعتذار أخيرا
إذا ما حللت بمغناهم ... رأيت نعيما وملكا كبيرا
ومنهم أبو الفتح البستي الشاعر الذائع الصيت وذكر له أبياتا منها:
بنو فريغون قوم في وجوههم ... سيما الندى وسناء السؤدد العالي
كأنما خلقوا من سؤدد وعلى ... وسائر الناس من طين وصلصال
من تلق منهم تقل هذا أجلّهم ... قدرا وأسخاهم بالنفس والمال
مصادر الكتاب
لم يرد في الكتاب ما يشير إلى أن مؤلفه كان رحالة سافر إلى أحد البلدان التي ذكرها في كتابه. وقد اعتمد في تأليفه كتابه هذا على مؤلفات من سبقوه في هذا المضمار حيث ذكر في ختام كتابه أنه نظر في جميع الكتب وأتى بجميع ما فيها بعد إسقاطه الحشو منها. لكنه لم يذكر أسماء تلك الكتب للأسف سوى الآثار العلوية لأرسطو. كما ورد في ختام الكتاب
1 / 11