فقال حسني: ماذا أقول: لو كنت شابا لوجب أن أتحمس للحرب!
فقال عشماوي: بتر ساقا ابن جارتنا! - هي الحرب يا عشماوي، ووطنك محتل!
فقال العجوز بغضب: أود عندما أرى شخصا ضاحكا أن أبصق على وجهه! - ماذا تظن؟ الحرب تشدنا خطوة فخطوة، وإذا استعر لهيبها، فلن ينجو من نارها مخلوق، في الجبهة كان أم في داره.
وساءل نفسه مرة أخرى: ماذا يقول الرجل لو علم بما يدور في مسكنه الخيالي؟ اللعنة. ماذا تريدون؟ لم يبق على النهاية إلا القليل. والحياة عزيزة وحبها معقول. وأنت يا مصر عزيزة، وحبك لا معقول! لا شك أنه توجد نقطة في العلو تذوب فيها الفوارق، وتنمحي الانفعالات المهلكة، وتنغص عليه صفوه تماما. وحكم على نفسه بالغباء والحماقة. وقال إنه ما زال ينقصه قدر مخيف من الغباء والحماقة ليكون من عظماء التاريخ. شعلة الحياة والجنون والغموض الخلاق.
وقال عشماوي: من العدل أن تتوزع المصائب بالمساواة الحقة. - صدقت.
وقال عبده بدران: أنا لا أفهم!
فرمقه حسني بنظرة استفهام فقال: أيام الكروب تتتابع كالمطر! - نحن قلب العالم، فماذا تتوقع؟ - الاحتلال، الاستقلال، 1956، اليمن، 1967، الاحتلال!
فقال وهو يداري ضجرا بدأ يزحف: غدا يخلق وطن جديد! - قلبي غير مطمئن! - لأنك راجع من المستشفى بعد التأهب للاحتفال بفرح! - آه يا بلدي.
فقال عشماوي: بلد الأولياء والصالحين!
ثم بعنف استرد به بعضا من وحشيته القديمة: يا عرب!
अज्ञात पृष्ठ