فقال العجوز بسخرية: ولو! - لو كانت لك بنت لتغير رأيك.
فقال بفخار: أنجبت أربعة كلهم ذكور!
ولكن حسني حجازي يسمع لأول مرة عن أبناء عشماوي، فسأله: ماذا يعملون يا عشماوي؟ - اثنان بين الخمسين والستين في المذبح.
ثم بفتور: الثالث قتل تحت الترام، والرابع في السجن!
وصمتوا دقيقة إعرابا عن التأثر والتأمل، ثم سأل الأستاذ حسني عم عبده: وهل يتزوج إبراهيم في أول فرصة أو يؤجل ذلك لوقت السلم؟ - هذا شأنه، أنا أتمنى أن يتزوج اليوم قبل الغد، ولكن متى تنتهي الحرب؟ - من يدري يا عم عبده! - حقا من يدري، إنهم يعانون معاناة الأبطال. - هذا حق. - ومع ذلك فلا يهتم بهم أحد! - كلا، ليس هذا صحيحا، المسألة أن الناس لم يتخلصوا بعد من مرارة الهزيمة.
وجذب حديث الحرب عشماوي من الخارج إلى الداخل، فجاء بهيكله الضخم، وهو يقول: ولكن الله سينصرنا في النهاية!
فقال حسني حجازي: قل إن شاء الله.
فقال عشماوي: كل شيء بمشيئته، لا بد أن نهزمهم وإلا فقل على الدنيا السلام.
فسأله حسني: وإذا انتهى الموقف بحل سلمي؟
فهتف العجوز الأعمش: أعوذ بالله!
अज्ञात पृष्ठ