أحدث جلبة تعني «إنه لمجهود شاق» أو «ما فائدته الآن؟» أو حتى «كم هي حمقاء تلك الفكرة!» أزاح كتاب الملك جورج السادس جانبا ليرى التواريخ المكتوبة على أغلفة كتب أخرى، لكنه لم يجد ضالته. فأشار نحو خزانة الكتب، وأحضرت له مجموعة أخرى من كتب القصاصات. فهمت أنه يريد كتابا يضم أحداث سنة معينة، فأخذت أرفع كل كتاب حتى يتسنى له رؤية الغلاف. وأحيانا كنت أفتح الصفحات بالرغم من اعتراضه. رأيت مقالا عن الأسد الأمريكي في جزيرة فانكوفر، وآخر عن موت لاعب ترابيز، وثالث عن طفل نجا مع أنه قد علق في انهيار ثلجي. تصفحنا ما كتب عن سنوات الحرب، ورجعنا إلى الثلاثينيات، والعام الذي ولدت فيه، ثم نحو عشر سنوات قبله حتى نصل إلى التاريخ الذي كان يريد. وبعدها أصدر لي الأمر، طالعي هذا العام؛ 1923.
بدأت أتصفح قصاصات هذا العام منذ بدايته. «تساقط الجليد في يناير يطمر القرى في ...»
ليس هذا. أسرعي، واستمري في المطالعة.
فبدأت أقلب الصفحات.
ببطء. تمهلي. ببطء.
فأخذت أقلب الصفحات - الواحدة تلو الأخرى - دون توقف لأقرأ أي شيء، حتى وصلنا إلى الصفحة التي أرادها. «هي ذي، فلتقرئي.»
لم يكن بالصفحة أي صورة أو عنوان، وإنما حروف مكتوبة بقلم الشمع لتوثيق: «فانكوفر، الأحد، 17 أبريل، 1923.»
قرأت: «جزيرة كورتز، حسنا؟» «فلتبدئي.» •••
جزيرة كورتز. باكر صباح الأحد أو في ساعة متأخرة من مساء السبت، شبت النار في منزل آنسون جيمس وايلد عند الطرف الجنوبي للجزيرة ودمرته. كان هذا المنزل يبعد بمسافة كبيرة عن أي منزل أو مسكن آخر؛ ولذا لم يلحظ أحد على الجزيرة ألسنة اللهب المتصاعدة منه. تواترت أنباء أن ركاب قارب صيد قد شاهدوا النيران في أول ساعات صباح يوم الأحد، وكان قاربهم يتجه نحو منطقة ديسوليشن ساوند، لكنهم ظنوا أن النار ناتجة عن حرق أحد الأشخاص الحطب. ولأنهم يعلمون أن نار حرق الحطب لا تمثل أي خطر بسبب رطوبة الغابة في ذاك الوقت، واصلوا رحلتهم ولم يبالوا.
كان السيد وايلد مالك بستان فواكه وايلد فروت، وكان يعيش على الجزيرة منذ قرابة خمس عشرة سنة. عاش على أرضها وحيدا، لكنه كان يتعامل مع من يقابلهم بود، وكان له تاريخ في الخدمة العسكرية. كان متزوجا منذ أمد، وله ولد، وشاع أنه ولد في المقاطعات الأطلنطية.
अज्ञात पृष्ठ