نظرت إنيد إلى مربع الكلمات المتقاطعة، وقالت: «رقم 1 أفقيا؛ اسم رئيس للولايات المتحدة، الاسم الأول قديس شهير والثاني عاصمة الولايات المتحدة. يا إلهي. كم أنا محظوظة الليلة! جورج واشنطن.»
وقالت له: «هل ترى مدى حمق هذه الأشياء؟» ثم نهضت وصبت الشاي.
لو كان يتذكر الماضي، فهل كان يكن لها أي ضغينة لهذا السبب؟ لعل ودها المرح في السنة الأخيرة بالمدرسة لم يكن مرغوبا فيه، بسبب أنها كانت أعلى منه شأنا في نظره، وبسبب تعليقاتها الساخرة السابقة منه.
عندما رأته للمرة الأولى في هذا المنزل، لم تر أنه تغير كثيرا؛ فقد كان صبيا طويلا وقوي البنية ومستدير الوجه، وهكذا حاله أيضا كرجل. واعتاد دوما قص شعره قصيرا للغاية؛ لذلك لم يكن هناك فارق كبير حال عدم وجود سوى القليل منه الآن، وتحوله من اللون البني الفاتح إلى البني المائل للرمادي. وحلت سفعة شمس دائمة محل تورد وجهه. وأي شيء كان يزعجه وينعكس على وجهه كان على الأرجح نفس ما كان يزعجه في الماضي؛ وهو أن يشغل مساحة في العالم، ويمتلك اسما ينادي عليه الناس به، ويصبح شخصا جديرا بأن يتعرف عليه الآخرون.
أخذت تتذكر جلوسهما معا في فصل المدرسة الثانوية الذي كان صغيرا آنذاك، وتحول فيه الطلاب في خمس سنوات من أطفال مستخفين بالدراسة وخالي البال، غير مكترثين بأي شيء، إلى أفراد مطيعين ووقورين وناضجين يدرسون حساب المثلثات ويتعلمون اللغة اللاتينية. أي حياة ظنوا أنهم مقبلون عليها؟ أي شخصيات ظنوا أنهم سيتحولون إليها؟
تذكرت الغلاف الناعم ذا اللون الأخضر الداكن لكتاب يحمل اسم «تاريخ النهضة والإصلاح». كان مستعملا، ربما للمرة العاشرة؛ فما من أحد يشتري كتابا دراسيا جديدا. وفي الداخل، كتبت جميع أسماء مالكيه السابقين، بعضهم ربات بيوت في منتصف العمر وآخرون تجار بأنحاء البلدة. ما كان من الممكن تصور قراءة أولئك الأشخاص لهذه الموضوعات، أو وضع خط تحت «مرسوم نانت» بالحبر الأحمر، وكتابة «ملاحظة» في الهامش. «مرسوم نانت»؛ إن عدم فائدة وغرابة هذه الأشياء التي تحتوي عليها هذه الكتب ورءوس الطلاب، ورأسها عندما كانت في المدرسة الثانوية، ورأس روبرت أيضا، جعلاها تفكر وتتعجب. لم تتعجب من أنهما أرادا أن يحققا شيئا لكنهما فشلا في تحقيقه عندما كبرا، لم يكن الأمر كذلك قط؛ فما كان روبرت يتخيل أي شيء سوى العمل في الزراعة بمزرعته الجميلة، وقد كان ابنا وحيدا. إنيد أيضا انتهت بها الحال فاعلة ما كانت تريده بالتأكيد. لا يمكن القول إنهما أخطآ اختيار طريق حياتهما أو اختاراه ضد رغبتهما أو لم يدركا ما كان أمامهما من خيارات؛ كل ما هنالك هو أنهما لم يدركا أن الوقت سيمر تاركا إياهما أقل - وليس أكثر - مما كانا عليه.
قالت: «غذاء أهل منطقة الأمازون.» وكررت: «غذاء أهل منطقة الأمازون؟»
فقال روبرت: «المنيهوت؟»
عدت إنيد عدد الخانات المشيرة لعدد حروف الكلمة المطلوبة، وقالت: «خمسة حروف، خمسة.»
فقال: «كسافا؟» «كسافا؟ إنها فعلا خمس حروف، كسافا.» •••
अज्ञात पृष्ठ