فضحكت والدتها وقالت: «هذا يثبت صغر سنك.» بدا عليها الارتياح لاكتشافها أن ابنتها لديها فكرة حمقاء طبيعية لمن في مثل سنها، وهي أنها تظن أن الحادية والعشرين تبعد كثيرا عن الثامنة عشرة.
قالت إنيد: «لن أخرج مع شباب تخرجوا لتوهم في المدرسة الثانوية. أعني ما أقوله. لماذا ترغبين في التخلص مني على أي حال؟ فأنا على ما يرام هنا.» بدت والدتها أيضا سعيدة ومطمئنة بهذا العبوس والحدة من جانب إنيد، لكنها تنهدت بعد لحظات، وقالت لها: «سيدهشك انقضاء سنوات العمر سريعا.»
وفي شهر أغسطس، كان هناك العديد من حالات الإصابة بالحصبة وبضع حالات شلل الأطفال في الوقت نفسه. وسألها الطبيب، الذي كان يتابع حالة والدها ولاحظ كفاءتها في المستشفى، عما إذا كانت ترغب في مساعدته بعض الوقت في تمريض الناس في منازلهم، وقالت له إنها ستفكر في الأمر.
قالت لها والدتها: «هل تعنين الصلاة لهم؟» فارتسم على وجه إنيد تعبير عنيد ومتحفظ كما لو كانت تنوي لقاء حبيبها.
وقالت لوالدتها في اليوم التالي: «ذلك الوعد الذي قطعته على نفسي لوالدي كان يتعلق بالعمل في المستشفيات، أليس كذلك؟»
وأجابتها والدتها بأن هذا ما فهمته.
واستطردت إنيد: «ويتعلق أيضا بالتخرج في مدرسة التمريض وبأن أصير ممرضة مسجلة؟»
فصدقت والدتها على كلامها.
لذا، إذا كان هناك أشخاص بحاجة لتمريضهم في المنزل، ولا يستطيعون تحمل نفقة الذهاب إلى المستشفى أو لا يرغبون في ذلك، وإذا ذهبت إليهم إنيد في منازلهم لتمريضهم، ليس كممرضة مسجلة وإنما كممرضة ممارسة - كما يطلقون عليها - فلن تنقض بذلك عهدها مع والدها، أليس كذلك؟ وبما أن معظم من سيحتاجون لرعايتها سيكونون من الأطفال أو السيدات اللائي لديهن أطفال أو الأشخاص الطاعنين في السن الذين يحتضرون، فلن تكون عرضة لخطر التحول إلى امرأة فظة، أليس كذلك؟
فقالت والدتها: «إذا كان الرجال الذين سترينهم لن ينهضوا من أسرتهم ثانية، فمعك حق فيما تقولين.»
अज्ञात पृष्ठ