एक अच्छी महिला का प्यार

विक्टर ह्यूगो d. 1450 AH
141

एक अच्छी महिला का प्यार

حب امرأة طيبة

शैलियों

بالطبع لم تخبر كارين تيد وجريس أي شيء عما حدث من مآس ناتجة عن الخلافات المتعلقة - ظاهريا - بهذا الكتاب. كانت روزماري تلوم نفسها على هذه الخلافات وترجعها أحيانا إلى التوتر، وأحيانا أخرى إلى مرورها بسن اليأس. ولقد سمعتها كارين تتحدث إلى ديريك ذات مرة قائلة: «سامحني»، فرد عليها ديريك بنبرة رضا تعوزها الحماسة: «ليس ثمة ما أسامحك عليه .»

حينها غادرت روزماري الغرفة. لم يسمعاها تشرع في النحيب مرة أخرى، لكنهما ظلا يترقبان بكاءها. أمعن ديريك النظر في عيني كارين، وعلى وجهه تعبير هزلي يمتزج فيه الألم بالحيرة.

لعله كان يقول في نفسه: «ماذا فعلت هذه المرة؟»

قالت كارين بصوت يفيض شعورا بالخزي: «إنها حساسة للغاية.» أيرجع هذا إلى سلوك روزماري؟ أم لأن ديريك بدا وكأنه يقحمها - أي كارين - في ذلك الشعور بالرضا والاستخفاف الذي تجاوز كثيرا هذه اللحظة؛ لأنه لا يسعها إلا أن تشعر بالفخر؟

أحيانا كانت تخرج من البيت غير مكترثة، وتسلك الطريق قاصدة زيارة آن، ودائما ما كانت آن تسعد لقدومها. لم تسأل قط عن سبب الزيارة، لكن إن قالت كارين: «جرى بينهما شجار أحمق»، أو «إنهما يمران بإحدى عواصفهما» - وذلك فيما بعد عندما أصبحا يشيران إلى خلافاتهما بكلمة عاصفة - فحينها لا يبدو عليها أي شيء يدل على دهشة أو استياء. ولعلها تقول: «ديريك كثير المطالب» أو «أظنهما سيسويان أمورهما معا.» لكن إن أرادت كارين أن تستفيض قائلة: «روزماري تبكي»، فإن آن تقول حينها: «هناك أمور أفضل عدم الحديث عنها، ألا ترين هذا؟»

لكن هناك أمورا أخرى كانت تنصت إليها بابتسامة تنم عن التحفظ. كانت آن امرأة جميلة المحيا، ممتلئة القوام، شيباء الشعر منسدل على كتفيها، وعلى جبهتها. حين كانت تتحدث، كانت عيناها ترمشان في العادة، ولا تنظر في عيني محدثها (قالت روزماري إن ذلك بسبب اضطراب في أعصابها). وكانت شفتاها - شفتا آن - رفيعتين للغاية وتظهران بالكاد عندما تبتسم، وما ابتسمت قط وفمها مفتوح، بل أغلقته دوما كأنها تحبس شيئا لا تريد إخراجه.

قالت كارين: «هل تعرفين كيف قابلت روزماري تيد؟ في محطة انتظار الحافلة وسط المطر، بينما كانت تضع أحمر الشفاه.» ثم استطردت لتشرح أن روزماري كانت تضطر للتزين في المحطة؛ لأن والديها لم يكونا يعرفان أنها تستخدم مساحيق التجميل؛ فالديانة التي كانوا يؤمنون بها تحرم أحمر الشفاه، وكذلك الأفلام، وارتداء الكعب العالي، والرقص، والسكر والقهوة والمشروبات الكحولية، والسجائر بالطبع. وكانت روزماري في عامها الأول في الجامعة، ولم تكن ترغب أن تبدو متشددة. وكان تيد مدرسا مساعدا في الجامعة.

أضافت كارين: «لكن كلا منهما كان يعرف الآخر مسبقا.» ثم أخذت تشرح لها أنهما كانا يعيشان في الشارع ذاته؛ تيد في بيت صغير ملحق بأكبر بيوت الأثرياء - كان والده السائق والبستاني وأمه مدبرة المنزل - وروزماري في أحد بيوت الأثرياء العادية على الجهة الأخرى من الشارع (مع أن حياة والديها لم تكن حياة أثرياء إطلاقا؛ فلم يكن أفراد الأسرة يمارسون أي رياضة أو يذهبون إلى حفلات أو رحلات، ولسبب ما لم يكن في المنزل ثلاجة، وإنما ظلوا يستخدمون صناديق ثلج لحفظ الأطعمة، إلى أن توقف متجر الثلج عن العمل).

كان تيد يمتلك سيارة اشتراها بمائة دولار، وفي تلك الليلة - حيث تقابلا - أشفق على روزماري من المطر فعرض عليها أن يقلها في سيارته.

بينما كانت كارين تسرد هذه القصة على آن، تذكرت حينما كان والداها يقصانها عليها ويضحكان ويقاطع أحدهما الآخر بطريقتهما المعتادة. دائما ما كان تيد يذكر سعر السيارة وطرازها وسنة إنتاجها (ستودبيكر، 1947)، وتذكر روزماري أن الباب الأمامي - الملاصق للمقعد الذي يجاور مقعد تيد - لم يكن يفتح، فكان تيد يضطر للخروج من السيارة حتى تركب هي في البداية عبر مقعده. وكان يذكر أيضا أنه بعد لقائهما الأول تحت المطر بفترة وجيزة اصطحبها - بعد الظهيرة - لدار السينما لمشاهدة أول فيلم في حياتها، واسم الفيلم «البعض يحبها ساخنة»، وأنه يومها خرج من السينما في وضح النهار وأحمر الشفاه يلطخ وجهه؛ لأن روزماري لم تكن تعلم وقتها ماذا كانت الفتيات الأخريات يفعلن بأحمر الشفاه. كان يردد دائما: «كانت روزماري شديدة الحماس.»

अज्ञात पृष्ठ