200

इब्न अबी रबिआ का प्यार और उनकी कविता

حب ابن أبي ربيعة وشعره

शैलियों

91

يلبس أثواب النساء.

وهذه محاولة نحتاج إليها في مصر لنسوغ ما نكتبه عن السيدة سكينة في مثل هذا العصر، الذي يفيض بأخبار التردد والإشفاق، أما صورة تلك السيدة كما رسمها الأولون فهي صورة طبيعية لا غرابة فيها ولا شذوذ، ولو كتب عنها فصل في مجلة فرنسية أو إنجليزية أو ألمانية لتلقاه أهل الغرب بالقبول، وعدوا حياتها المرحة دليلا على تأصل الحضارة في تلك الأسرة التي سادت الشرق زمنا غير قليل.

ويا ليتني أعرف متى يتفق الناس على أصول الأخلاق؟ ففي بعض ما ننكر اليوم صور من الحياة الاجتماعية كانت في العصور الماضية من السائغ المألوف، وفي بعض ما نألفه ونرضاه أنماط من العادات والتقاليد كانت مما يكره الأقدمون، حتى الألفاظ والتعابير يديلها العرف، وتحيلها الأوضاع، وأشدنا حرصا على الأدب المكشوف يندى وجهه أمام طائفة من الكلمات لم يكن يتحرج منها المتجملون المهذبون في الزمن القديم، فلا يظن ناس أن ما ينكرونه على السيدة سكينة كان يقاس في عصرها بنفس ما عندهم من المقاييس، وإن كانت عناصر التحرج والتزمت غير جديدة في البيئات الإسلامية، فما أظن هذه السيدة سلمت في صلتها بابن أبي ربيعة من متورع يرميها على طهرها بالخلاعة والمجون.

وأعود فأقول: إني أكتب هذا الفصل وأنا أضمر الحب والإجلال لتلك السيدة النبيلة، التي قدرت نعمة الله عليها، فدلت وتاهت بما وسمت به من الملاحة والجمال، وعاشت في رعاية الحسن والحب غير حافلة بأوضاع الاجتماع، وكان فيها بلا ريب ما ينهى مثلها عن التبذل في مخالطة المغنين وملابسة الشعراء.

حياتها الأدبية

كانت السيدة سكينة حريصة على أن تعيش عيشة نابهة ملؤها الزهو والإعجاب، ويظهر مما نقل عنها من شتى الأحاديث أنها كانت سليمة الذوق في اختيار الوصائف، وكان بيتها لذلك خفيف الظل على الأدباء والشعراء، وكانت ترعى الحياة الأدبية رعاية لا تخلو من قسوة وعنف، فتفاضل بين المعاني والأغراض، وتجبه من تشاء من الشعراء بلاذع النقد وموجع التجريح، وكانت تهتم بنوع خاص بالمعاني الوجدانية التي تقال في وصف المرأة، وفي الخضوع لما لها من السطوة والجبروت، ولها حديث ممتع في نقد جرير والفرزدق وجميل وكثير ونصيب، أثبتناه في البحث الأول من كتاب «الموازنة بين الشعراء» وناقشناه هناك، فلا نعود إليه الآن، ونكتفي بإيراد حديثها مع راوية جرير وراوية كثير وراوية الأحوص، حين اجتمعوا بالمدينة وافتخر كل رجل منهم بصاحبه، وذهبوا إليها يحكمونها لما كانوا يعرفون من بصرها بالمعاني الجيدة، فقد قالت لراوية جرير بعد أن استأذنوا عليها، فأذنت لهم وعرفت ما كان من أمرهم: أليس صاحبك الذي يقول:

طرقتك صائدة القلوب وليس ذا

وقت الزيارة فارجعي بسلام

وأي ساعة أحلى من الطروق؟

अज्ञात पृष्ठ