وليذب هناك حبي وعذابي في النور والهواء!
لكن السحر يفر بعيدا
كأنما أفزعته ضراعتي الحمقاء؛
ينتشر الظلام وأظل وحيدا،
كما كنت دائما تحت السماء.
تعال أنت الآن أيها النعاس اللطيف!
القلب يسرف في رغباته، لكن شعلتك،
أيها الشباب القلق الحالم، ستنتهي إلى رماد!
أما الشيخوخة فستكون هادئة وصافية.
القصيدة كما ترى تبدأ بصور قليلة رحبة ترسم عالم المتجول الوحيد، وهو عالم أليف إلى نفسه وغريب عنها في آن واحد. وتتردد في المقطوعة الأولى كلمات أربع، أشبه بالأثقال التي توضع في كفة الميزان فلا يميل، كلمات تعبر عن الهدوء والقناعة وكرم الضيافة والسلام. ولكن القناعة والكرم هما المحوران اللذان تدور حولهما القصيدة بأسرها، فالقناعة تحمل أقصى ما يطمح إليه فكره ويقصر عنه أمله وهو الكمال والاكتفاء بالنفس، والكرم يصور العاطفة التي تعذبه وتؤرق وجدانه؛ إذ لا يجد المتجول الوحيد مكانا يطمئن إليه ويلقى فيه كرم الضيافة. أما الظل المنعش، وسحابة الدخان الرقيق، وأنغام النواقيس التي تدق في المساء فهي ترفرف على القصيدة كلها كحمامات السلام.
अज्ञात पृष्ठ