أيتها الضفاف الغالية التي نمتني ذات يوم،
أتراك تسكنين عذاب الحب،
أتراك يا غابات شبابي
تعدينني بالهدوء لو رجعت من جديد؟
ثم يناجي الجدول الرطب، والنهر الذي يهدهد السفن كالأم التي تهدهد أطفالها في المهد، والجبال الحبيبة التي رعته ذات يوم، والأم والأشقاء الذين سيعانقونه ويقبلونه ويشفون قلبه. ثم يعود فيقول إنه يعلم أن عذاب قلبه ليس له شفاء، وأنه سيظل محروما من أغنية المهد التي يترنم بها الفانون للعزاء:
لأن الآلهة التي تعيرنا النار السماوية
تنعم كذلك علينا بالعذاب المقدس،
لذلك سأبقى ابنا للأرض،
خلق للحب والعذاب.
هكذا يصبح الوطن هو الأم التي تغني أغنية المهد، فتربي وترعى وتعانق وتشفي من الداء. وتكتسب الأم البعيدة كل ما في الأسطورة من عمق وسكون وجلال. بيد أنه يعلم أنه في صميم قلبه مطارد غريب، لا تستطيع أغنية المهد أن تعزيه عن حزنه ولا الأنغام أن تسكن ألمه ... إن حبه مطلق وبغير حدود. ومتى عرف الحب الحقيقي شفاء أو عزاء؟!
अज्ञात पृष्ठ