على من يكابده ويراقبه،
كما يهيمن على قلب الشعور.
لأنه لا يقدر أن يحيط بكل شيء
إلا نصف إله أو إنسان، بحسب عذابه،
عندما ينصت وحده،
أو عندما يتحول هو نفسه،
إذ يحس خيول الرب من بعيد.
ولا يقتصر الأمر على تغير الذات وحيرتها وتفتتها، بل يتعداه إلى الموضوعات التي يطرقها الشاعر. فقد كانت الأغنيات أو الترانيم أو التراتيل
22
التي كتبها في المرحلة التي بلغ فيها ذروة نضجه الفني تدور حول مبدأ أعلى ينظم كل شيء ويرعاه رعاية الأب لأبنائه. وكانت موضوعاتها الرئيسية تدور حول شخصية هرقل أو المسيح أو حول الروح والكلمة. ثم تحولت في المرحلة المتأخرة التي نتحدث عنها إلى مبدأ أو قوة أخرى أسطورية ذات طابع أمومي. فهناك الهاوية المظلمة العميقة، وهناك المملكة الساكنة، المادونا أو العذراء المقدسة، وهناك الوطن. ونلمس في كل هذه الموضوعات روحا شفافة هامسة، تدير حديثا خافتا عذبا مع الأم الأولى؛ مع الأرض، ونحس فيها شيئا أشبه بعودة البطل إلى بيته ووطنه من غربة بعيدة. تقول أغنية «الوطن»، وهي إحدى هذه الشذرات التي ترك الشاعر بعض أبياتها ناقصة:
अज्ञात पृष्ठ