8
التي أشرنا إليها على الصفحات السابقة. وليس من الممكن أيضا أن نقف عند أبيات هذه القصيدة الحافلة بالأسرار والألغاز التي تزخر بها أشعار هلدرلين في هذه المرحلة المتأخرة من حياته، بل يكفي أن نقرأها ونتركها تؤثر على قلوبنا ونقف أمامها كما نقف أمام ظاهرة معجزة تكاد تستعصي على التحليل. إن كل كلمة فيها تستريح في ذاتها، وتتجلى نقية طاهرة كأنها خلقت لأول مرة. وكل كلمة تحمل طاقة أكبر منها، ومعنى أبعد من السياق الذي وضعت فيه. ولذلك فهي تكاد تقف وحدها كما قلت، أشبه بنجوم القدر الذي يسير حياة الشاعر ومصيره وعبقريته. ومن العبث كما ذكرت أن نبحث عن معناها في الجملة أو السياق، إذ لا بد من البحث عنه في إنتاج الشاعر كله: «قريب
وعصي على الإدراك هو الإله.
لكن حيث يكون الخطر،
تلوح كذلك النجاة.
9
في العتمة تسكن النسور،
وبلا خوف يعبر أبناء الألب
فوق الهاوية،
على جسور خفيفة،
अज्ञात पृष्ठ