हॉबिट और दर्शन: जब बौने और जादूगर रास्ता भटक जाते हैं
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
शैलियों
ثمة فقرات أخرى في أعمال تولكين تقدم دليلا أقوى على إيمانه بأن بعض الحروب كانت عادلة؛ ففي «السليمارية»، لا ينضم للمعركة الجن الطيب فحسب، بل حتى أنصاف الآلهة أنفسهم (الفالار) انضموا لهزيمة سيد الظلام مورجوث. وفي «سيد الخواتم»، ثمة شخصيات طيبة بجلاء - مثل جاندالف وأراجورن وليجولاس وسام - يرفعون جميعا الأسلحة للدفاع عن الغرب ضد سورون وجيوشه المدمرة. إن كلا من هؤلاء الأبطال كان سيتفق في الرأي دونما شك مع وجهة نظر فارامير الموضحة في الاستشهاد الوارد في بداية هذا الفصل؛ وهي أن «الحرب ضرورة حتمية بينما ندافع عن أرواحنا ضد مدمر سوف يلتهمنا جميعا».
ولكن أوضح دليل على آراء تولكين عن أخلاقيات الحرب يوجد في رسائله؛ ففي رسالة كتبها في أبريل عام 1944 إلى نجله كريستوفر الذي كان آنذاك يتدرب كطيار على قاذفة قنابل في جنوب أفريقيا، يعلق تولكين كالتالي:
إن الخراب البالغ الحمق الذي تخلفه الحرب - ليس المادي فقط، بل الأخلاقي والروحاني أيضا - يسبب صاعقة شديدة بالنسبة لهؤلاء الذين عليهم تحمله. ولطالما كانت هكذا (رغما عن الشعراء)، وسوف تظل (رغما عن مروجي الحرب ودعاتها)؛ «وبالطبع ليس المقصود أنه لم [يكن] ولن يكون ضروريا أن نواجهها في عالم شرير». ولكن كم هي قصيرة ذاكرة الإنسانية، وكم هي فانية أجيالها، حتى إنه في خلال ما يقرب من 30 عاما سيكون هناك قليل من الناس - إن وجد من الأساس - مروا بهذه التجربة المخيفة التي تنفذ وحدها إلى القلب حقا. فاليد المحترقة هي الأعلم بالنار.
19
يوضح تولكين هنا أن الحرب - مهما كانت مأساوية، ومدمرة، وتمجد من باب الحماقة - هي شر لا مناص منه في عالم شرير. وفي رسالة أخرى إلى كريستوفر، يشير إلى أن في الحياة الواقعية يوجد الكثير من الشخصيات الشبيهة بالأورك، خبيثة وقاسية، وفي الحرب عادة ما توجد هذه الشخصيات في كلا الجانبين (لا إلى جانب سورون فحسب). بعد ذلك يقول:
في الحياة (الخارجية) الواقعية يوجد البشر في كلا الجانبين؛ ما يعني أن هناك تحالفا متنافرا من الأورك، والوحوش، والشياطين، والبشر الصادقين بطبيعتهم، والملائكة. ولكن ما يصنع بعض الفارق هم قادتكم، وما إن كانوا أشبه بالأورك في حد ذاتهم! وما يدور حوله كل ذلك (أو يعتقد أنه يدور حوله). بل من الممكن في هذا العالم أن تكون (بقدر أكبر أو أقل) في جانب الخطأ أو في جانب الحق.
20
يبدو هنا أنه يلاحظ كيف أن أي حرب تخاض تتعلق بكونها مبررة أم لا، وأنه يبدو أن من الممكن أن تكون «في جانب الحق» أثناء الحرب. وفي موضع آخر يقول تولكين شيئا مشابها:
توجد حالات واضحة مثل الأفعال العدوانية القاسية البحتة، يكون فيها «الحق» من البداية على جانب واحد بشكل تام ... وعلى هذا، فسوف يظل «الحق» ملكا لا يجوز التصرف فيه للجانب المحق ويبرر قضيته على الدوام ... إن المعتدين أنفسهم هم أول من يلامون على الأفعال الشريرة التي تنبعث أساسا من انتهاكهم العدالة ... وهم على أي حال لا يملكون أي حق في المطالبة بألا يطالب ضحاياهم حين يهاجمون بالقصاص عينا بعين وسنا بسن.
21
अज्ञात पृष्ठ