हॉबिट और दर्शन: जब बौने और जादूगर रास्ता भटक जाते हैं
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
शैलियों
بعبارة أخرى، لا يمكننا أن نتصور إلروند في أول لقاء لنا به، غير أنه بمجرد أن تتوافر لدينا الخبرة اللازمة لاكتساب إحساس بأهميته لقصة الأرض الوسطى الأوسع نطاقا، نكون قد فقدنا المنظور البريء - بريء في إطار معنى بليك للكلمة - الذي خاطبه الوصف؛ فلا يمكننا أن «نذهب» و«نعود» في نفس الوقت. (3) الكفاح من أجل الحداثة مرارا ومرارا
بدأ رالف والدو إيمرسون (1803-1882)، الذي يعد أشهر الشعراء الرومانسيين الأمريكيين، نشاطه بتفاؤل ممزوج بالنشوة إزاء إمكانية اكتشاف معنى جديد للنفس في الطبيعة؛ ففي الكثير من مقالاته ومحاضراته الأولى طرح ما أحب أن يطلق عليه «إعلان الاستقلال الفكري»، من خلال إصراره على أن أمريكان القرن التاسع عشر بإمكانهم اكتشاف «علاقة جديدة بالكون» إذا ما طرحوا ما تعلموه جانبا، واعتمدوا على حكمتهم الفطرية الخاصة، وأعلنوا أنفسهم أحرارا من كل التوقعات.
12
لم يكن لدى إيمرسون صبر لتحمل الحزن الذي أحيانا ما كان يحل بالشعراء الرومانسيين الإنجليز؛ فدعا الناس لنسيان ما كانوا يعتقدون أنهم يعرفونه، والوثوق بقدرة الخبرة الجديدة على تشكيلهم وتحويلهم لشيء جديد؛ شيء ذي قيمة على المستوى الفني والفكري للحرية السياسية التي فازت بها الثورة الأمريكية قبل جيلين.
في إطار البراءة النسبية لسنواته الأولى باعتباره الفيلسوف والشاعر الأمريكي الأبرز، غالبا ما كان يبدو إيمرسون على استعداد للمجازفة بكل شيء عرفه في تجربة فكرية تلو الأخرى. كانت مقالاته معروفة بصعوبتها، إلا أن معظمها يتبع نهجا واحدا؛ ألا وهو معالجة موضوع معاصر بعينه ثم التدرج وصولا إلى فكرته المعتادة. من السهل أن تتوه في جمل فردية من أعمال إيمرسون، ولكنها جميعا تشير إلى نفس الادعاء الملح، وهو أن النفس قابعة في منتصف الكون، وأن لدينا القدرة على اكتشاف نفس جديدة فقط لو وهبنا أنفسنا الحرية.
في واحدة من أغرب الصور المجازية في الأدب، في نهاية الفصل الأول من كتابه «الطبيعة» يعلن إيمرسون: «في الغابة، نعود إلى الصواب والإيمان؛ فهناك أشعر بأن لا شيء يمكن أن يصيبني في الحياة؛ لا خزي، لا فاجعة (تترك لي عيناي سالمتين) لا تستطيع الطبيعة إصلاحها؛ فحين أقف على الأرض الجرداء - يغمر رأسي الهواء المرح، وتنتصب قامتي وسط الفراغ اللامتناهي - تتلاشى كل النرجسية الوضيعة؛ فأنا عين شفافة، أنا لا شيء ولكن أرى كل شيء.»
13
يحاول إيمرسون، على أحد المستويات على الأقل، أن يصف معنى للبراءة يختلف عن معنى بليك؛ فبدلا من إدراكها باعتبارها شيئا نفقده بالضرورة مع تقدمنا في العمر، يراها شيئا يمكننا الاجتهاد من أجل امتلاكه حتى ونحن كبار راشدون. ومع ذلك، فنحن ندفع ثمنا لهذا الامتلاك. وهذا الثمن هو اليقين الذي تمنحه الخبرة لغالبيتنا؛ فنحن نرغم أنفسنا، في بعد واحد على الأقل، على أن نصير أبرياء من جديد؛ فننحي جانبا، طواعية، ما نظن أننا نعرفه من أجل شيء جديد بشكل مثير. إن الصورة رائعة ومزعجة؛ فهي لا تحلل نفسها بسهولة إلى ادعاء واضح، إلا أنها تظل وصفا مشهورا، وكثيرا ما يستشهد به. إذا كنت تريد الأصالة والجدة؛ فها هي.
إن العين الشفافة بوصفها صورة تحررية لها معان ضمنية بالنسبة لبيلبو، بالطبع؛ إذ إن ذلك هو ما يصير عليه بدرجة ما كلما ارتدى الخاتم في إصبعه، وبمجرد أن يكون شخصا يستطيع رؤية الآخرين فيما لا يمكن رؤيته هو شخصيا، يكتشف أجزاء من العالم لم يكن قد رآها من قبل قط. ففي أول مرة يرتدي فيها الخاتم، يجد أن لديه الفرصة لطعن جولوم في ظهره، ولكن في واحدة من لحظات الرحمة والعفو العظيمة في أعمال تولكين، يقاوم هذا الإغراء.
يقول النص: «تفجر في قلب بيلبو نبع من التفهم المفاجئ، شفقة ممتزجة بالهلع: لمحة خاطفة للحجر الذي لا ينتهي، لتلك الروح الباردة، راحت تتسلل وتهمس له».
अज्ञात पृष्ठ