हॉबिट और दर्शन: जब बौने और जादूगर रास्ता भटक जाते हैं

शायमा ताहा रायदी d. 1450 AH
174

हॉबिट और दर्शन: जब बौने और जादूगर रास्ता भटक जाते हैं

الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق

शैलियों

لا يكمن الفارق الأهم بين ديواني «أغاني البراءة» و«أغاني الخبرة» في موضوعهما، ولكن في منظورهما؛ فالديوان الأول يتألف من قصائد عن طفل يكتشف العالم ويحاول تسميته. أما الديوان الثاني فيتألف من تأملات فيلسوف؛ تلك التساؤلات المزعجة التي خطرت للشاعر بينما كان ينضج ويرى المزيد من العالم.

نشر بليك الديوانين معا في النهاية باعتبارهما مجموعة واحدة. وجزء من خبرة قراءة القصائد يكمن في اكتساب إحساس بالكيفية التي تتناقض بها كل مجموعة مع الأخرى وتكملها في نفس الوقت؛ فديوان «أغاني البراءة» يحوي بداخله بساطة جميلة، إلا أنه لا يكتسب قوته الأهم والأوقع إلا في ضوء المنظور الأكثر كآبة لديوان «أغاني الخبرة». وتحوي القصائد الأولى حكمة خالدة لا تتجلى إلا بالخبرة والتجربة؛ وهي أن هناك بهجة في العالم من حولنا، بهجة نفقدها بوصفها ثمنا لاستكشاف ما يكمن وراء ما يمكننا اكتشافه بشكل مباشر.

يعتبر الحديث عن بليك ملائما تماما عند التفكير بشأن تولكين؛ لأن بعض النقاد، على الأقل، يعتبرونه واحدا من مصادر إلهام تولكين.

10

وعلى الرغم من عدم وضوح ذلك من القصائد الأقصر، فقد استخدم بليك قصائده النثرية الأكثر طولا لابتكار كون كامل من الرموز والشخصيات تمثل تساؤلات بشأن طبيعة الخبرة الإنسانية في عالم أكبر بكثير من أنفسنا؛ فقد كتب عن صنوف غريبة وملائكية وشيطانية من الشخصيات تسمى ثيل ويوريزين وأهانيا، وأنتج طبعات مصورة زاخرة بالصور من أعماله؛ مما ساعد على تقدم علم الطباعة الحجرية بقيامه بذلك.

قرر بليك التوقف عن اختراع لغاته الخاصة، ولكن مجال مشروعه - ناهيك عن معانيه الدينية الضمنية الإضافية - جعله يبدو لبعض القراء مصدر إلهام لمشروع تولكين الذي أفنى فيه عمره. لا أقول إن قصيدة «النمر» كانت النموذج الملهم لسموج، ولكن هناك عناصر كثيرة مشتركة بينهما؛ فكلاهما مخلوق يهدد الأبرياء، ووجوده في حد ذاته يدفعنا للتساؤل: كيف يمكن للشر أن يتواجد جنبا إلى جنب مع الخير؟ أي عين أو يد خالدة أمكنها أن تمنحنا خيرات الفردوس (أو الشاير) ونعمه ، وفظائع الحرب العالمية الثانية (أو سورون)؟

تتجلى مثل هذه التساؤلات بشكل أكثر وضوحا في أعمال تولكين اللاحقة، ولكن بوسعنا أن نراه يبدأ في إثارتها في «الهوبيت». تأمل، على سبيل المثال، طريقته في تقديم إلروند: «في تلك الأيام التي تدور فيها قصتنا كان لا يزال هناك بعض الناس انحدرت أصولهم من كل من الجن وأبطال الشمال، وكان إلروند سيد المنزل قائدهم.»

11

أي إنه يحاول أن يجعلنا نرى إلروند كشخصية في قصة بيلبو الخيالية، وأيضا كتجسيد للقصص التاريخية الأكثر عمقا وكآبة، التي قام - بالاشتراك مع نجله كريستوفر - بتجميعها في النهاية في صورة رواية «السليمارية». تبدو تلك المقدمة الموجزة، التي تعد أول إشارة منشورة لإلروند، جامعة بين خصائص متناقضة بشكل غريب؛ فهي أكبر من أن يستطيع أي قارئ جديد لأدب تولكين أن يستوعبها، إلا أنها أيضا غامضة ولا تقدم أي جديد لأي شخص قرأ «سيد الخواتم» بكثير من الاهتمام.

وتكمن معضلة تولكين في وصف الظهور الأول لإلروند في السرد؛ فمن مؤلفات تولكين الأخرى، نعلم أن إلروند يجاوز الستمائة وخمسين عاما، وأن جدته الكبرى كانت مليان، وهي كائن إلهي من جنس المايار، وأن أباه، إرينديل، هو ما نعرفه الآن بكوكب الزهرة. ولا يمكننا أن نقدر ماهية هذا الكائن الاستثنائي دون اكتساب حس بمجال «حكايات العصور الأولى للأرض الوسطى»، ولكن لا يمكننا أن ندخل «حكايات العصور الأولى» دون أن نختبر سحر «الهوبيت» أولا، وننمي الاهتمام اللازم لمواصلة القراءة.

अज्ञात पृष्ठ