हॉबिट और दर्शन: जब बौने और जादूगर रास्ता भटक जाते हैं
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
शैलियों
وعلى الرغم من أن شتى أنواع الأمور يمكن أن تحدث، وتحدث بالفعل، للناس، سواء هنا أو في الأرض الوسطى، فليس بالضرورة أن تتشكل إرادة الشخص، ومن ثم قيمته الأخلاقية، بها. إن الحظ يؤثر بالتأكيد على سعادتنا، ولكن ليس له أي تأثير على قيمتنا بوصفنا بشرا؛ فنحن نسعد حين يكون الحظ حليفنا، ونبتهج بحسن حظ الآخرين، إلا أن كانط أنكر أن الناس يستحقون «تقديرنا» الأخلاقي لمجرد أن الأمور تصادف أن صبت في صالحهم. إن كانط يرسم صورة جذابة، وتعكس - بطرق عدة - إدراكنا لما «ينبغي» أن تكون عليه الأمور، أو كيف «نرغب» أن تكون.
غير أنه من الممكن الدفع بأن هذه الصورة مضللة؛ أولا: لأن وجود الحظ البنيوي يجعل من الصعب الدفاع عن فكرة الكانطية بأن الإرادة لا تخضع أيضا للحظ. ألا تتأثر الإرادة بجينات المرء، ونشأته المبكرة وما إلى ذلك؟ على الرغم من أن ذلك لا يظهر في الهوبيت مثلما يظهر في أي موضع آخر، فإن نسب شخصيات تولكين وأصلها يتسمان بالرقي؛ فجذور حاضرهم تكمن في ماضيهم، غير أننا نتجاهل دلالة كل ذلك التاريخ وأهميته إذا تعاملنا مع كل شخصية منها بوصفه إرادة عقلانية خالصة محصنة ضد مثل هذه العوامل.
ثانيا: في كل من عالم تولكين وعالمنا، لا تبدو الإرادة محصنة ضد الحظ الظرفي. فإرادة أية شخصية يمكن أن تنكسر أو تفسد بفعل الظروف المحيطة. فكر في ثورين أو تولكين، أو فكر في بورومير، أو ثيودين، أو دينيثور في «سيد الخواتم». لقد كان بعضهم - على الأقل - رجالا صالحين دمرتهم الأحداث والقوى الخارجة عن سيطرتهم. إن البشر الصالحين «يمكن» أن يحل بهم أذى، ليس جسديا فحسب، بل أخلاقيا أيضا. والنتائج السعيدة لتصرفات البشر تؤثر «بالفعل» على حكمنا عليهم، حتى لو كان ينبغي ألا تؤثر.
لنواجه الأمر، نحن نحب بيلبو ونقدره حق التقدير، على الرغم من حظه المذهل. في الواقع، إنه أشبه ببطل، وإن كان من غير المرجح أن يكون كذلك. غير أن الأمور كان يمكن بسهولة أن تتخذ منحى مختلفا لو تحول حظ بيلبو الحسن إلى حظ سيئ. ماذا لو أن برميلا راشحا قد أدى إلى غرق قزم أو اثنين، أو ثلاثة عشر؟ ماذا لو كانت محاولة بيلبو الخرقاء لنهب العملاقة قد تسببت في موت نصف المجموعة؟ ماذا لو كان بيلبو قد تعثر أثناء هروبه من سموج واحترق بأنفاس التنين النارية المتقدة؟
لا يمكننا إنكار وجود الحظ في مغامرة بيلبو،
22
ولكن لا يمكن أيضا إنكار أنه يستحق الثناء الذي نريد أن نمنحه إياه؛ فنحن، كما يتبين، نثني على الناس ونلقي باللائمة عليهم لأشياء ليست تحت سيطرتهم بشكل تام. وهذا يعني أن علينا الاعتراف بأن الأخلاق عرضة للتأثر بالحظ برغم كل شيء. وعلى الرغم من أن بعض الجن والبشر والأقزام والهوبيت في قصة تولين ربما كانوا أفضل أو أكثر حظا من البعض الآخر؛ فإن كلا منهم يستحق نصيبا من كنز التنين.
هوامش
الفصل الخامس عشر
عزاء بيلبو
अज्ञात पृष्ठ