हॉबिट और दर्शन: जब बौने और जादूगर रास्ता भटक जाते हैं
الهوبيت والفلسفة: حين تفقد الأقزام والساحر وتضل الطريق
शैलियों
39
المشكلة هي أننا في أغلب الأحيان نطور التقنيات ونوظفها بشكل أسرع من تطويرنا للموارد المفاهيمية اللازمة للوقوف على تداعياتها (فكر، على سبيل المثال، في التطورات السريعة التي تطرأ حاليا على الهندسة الوراثية أو على الإنترنت، أو في تطورات الطاقة الذرية في النصف الأول من القرن العشرين). فمثل السحر، تعمل التكنولوجيا على تسريع تأثير أفعالنا على العالم وتضخيمه، بما في ذلك تلك الأفعال التي تنبع من نوايا خاطئة أو خبيثة. ففي أغلب الأحيان، مثلما يشير تولكين، تتجاوز رغبتنا في السرعة والقوة والسيطرة قدرتنا على التفكير بشكل مسئول بشأن العواقب الطويلة المدى والقيم الأكثر عمقا:
إذا كان هناك أية إشارة معاصرة في قصصي عن الأرض الوسطى من الأساس، فهي الإشارة إلى ما يبدو لي أنه الافتراض الأوسع انتشارا في عصرنا: أنه إذا كان من الممكن القيام بشيء، فلا بد من القيام به. إن هذا الافتراض يبدو لي خاطئا كلية. وأعظم الأمثلة على أفعال الروح والعقل تكمن في «النكران».
40
فقط في الفترة الأخيرة، وفي طرفة عين، اكتسبنا نحن البشر القدرة على تغيير مناخ الأرض بشكل مثير، واستنساخ أنفسنا، وتمديد فترة الشيخوخة إلى حد كبير من خلال التدخلات الطبية، والترويج للملايين عن طريق وسائل الإعلام، والقضاء على جماعات كاملة من البشر بأسلحة الدمار الشامل. هل تماشت حكمتنا مع التكنولوجيا؟ (2) رؤية تولكين للطبيعة والعالم الحديث
يربط تولكين انتصار الآلات، الذي تم على الأرجح بفضل صعود العلم الحديث، بقمع الروح البشرية. ففي تاريخ العالم الواقعي، تطور السحر لآلاف السنين جنبا إلى جنب وفي صلة وطيدة مع ما نعتبره الآن علما. ثمة جزء متمم لا يتجزأ من كل من السحر والعلم هو فلسفة الطبيعة؛ أي فهم ما نعنيه بكلمة «طبيعة»، يختلف عن التطبيقات العملية لفهمنا للطبيعة. ويصر تولكين على أن المادية التي تقف خلف العلم الحديث، على الرغم من إنجازاتها الواضحة والمبهرة، قد خلفت أيضا تأثيرا واضحا وكارثيا بشكل متزايد على إشباع «رغبات بشرية أولية معينة» يعتقد أنها راسخة بشكل عميق داخل الروح الإنسانية، أبرزها الرغبة في اختبار شعور بالارتباط بالعالم الطبيعي و«المشاركة مع الأشياء الحية الأخرى.»
41
في هذا المقام، يقدم بيورن - وهو مخلوق قوي لا يمكن التنبؤ به يحول شكله ما بين إنسان ودب، الذي يخشاه حتى جاندالف - تناقضا حادا آخر مع انبهار الجوبلن بالآلات. فبعد هروبهم من الجوبلن في الجبال، يصل ثورين ورفاقه إلى منزل بيورن، وهو كائن «لا يخضع لسحر أحد سواه» ويبدي القليل من الاهتمام بحديث الأقزام بشأن «الذهب والفضة والجواهر وصياغة الأشياء بواسطة الحدادة»؛ إذ لا يوجد الكثير من تلك الأشياء في أي مكان بردهته. إن بيورن «يحب حيواناته وكأنها أبناؤه»، بل ويبدو أنه نباتي.
42
وتناغمه مع الطبيعة وطيد للغاية، حتى إنه قادر على تغيير هيئته من إنسان إلى دب، ويتناجى بشكل حميم مع الحيوانات الأخرى، التي يبدو أن بعضها يمتلك قوى سحرية أيضا.
अज्ञात पृष्ठ