أراك كثيرة الإصرار على منع هذا الأمر، وما أظنك إلا واهمة بهذا الرأي، غير مصيبة، فاعلمي أن خير الحب أطهره، وأجله أوله، وأثبته حب الصبا الذي لم تحل دونه مصاعب الزمان، فأنا واثق وراض بجان، وابنتي لا ترغب غيره إنسان، وإذا استفاق الحبيبان، وهما بيد القران متعاقدان، فيكون قطع عاقبة فساد القلب، الذي يسول للإنسان ارتكاب كل أمر صعب، ويبيتان على الولاء، مساء صباح وصباح مساء، ومن لي أكفأ من جان، أجعله حليل ابنتي مدى الزمان؟
لوسيا :
إنك تجد أكفأ منه علما، وأكرم خلقا وحلما، وأرزن عقلا وأوفر أدبا، وإن كان لا يساويه رفعة ونسبا، ألا وهو كاتب يدك وكاتم أسرارك إميل.
الكونت :
إميل؟
لوسيا :
نعم إميل الذي درس سياسة الأحكام، وأرضى بحسن سيرته الخاص والعام.
الكونت :
لا ليس أهلا من جان، ولا أنبل بالذكاء والعرفان؛ فإني أتوسم من جان نباهة غريبة، وأرى نور النجابة يلوح بين عينيه، فضلا عن الإقدام والشهامة اللذين يؤهلانه لكل سعادة، نعم إنه شاب تستفزه الصبوة أحيانا إلى الطيش، ويستخفه عنفوانه إلى الترف، غير أن ذلك وقتي يزول ويكفينا عن ذلك أنها لا تحب سواه، فماذا يكون يا ترى إذا عوضناها عمن تحب بمن لا تحب، فهل تضمنين حسن العاقبة أو تخرجين وتتركينني في المعركة إذا وقعنا في أمر ليس في الحسبان؟
لوسيا :
अज्ञात पृष्ठ