إميل : ... ... ... دون كل الورى
أشقى من الشيطان ذاك الرجيم (يدخل الكونت وجان وأوجين وأدريان وروبرت والحرس.)
الكونت :
وهكذا يا ابن أخي النبيل، إلى أن أقرت لوسيا واعترف إميل، فوضعتهما في هذا السجن، يقاسيان أنواع الحزن، فأخرجوهما في الحال؛ لنذيقهما مر الوبال، (الحرس يخرجونهما)
هذه أوجين يا لوسيا، قد رجعت بعد الموت إلى الدنيا، وهذا جان الذي غرق في البحر، نجا منه وخلص من القهر، وهذا روبرت وهذا أدريان، قد ردهما الله فضلا منه وإحسانا، وهذا أنطونيو الفقير المسكين، قد خلص من كربه المهين، وهذه أنت وهذا إميل، وكل منكما عن ذنبه وكيل، وهذا أنا وهذا سيفي الصقيل، الذي يذيقكما كل عذاب وبيل، فبماذا تجاوبان؟
لوسيا :
لا جواب لنا يا ذا الإحسان، سوى الاعتراف بالخيانة، أذنبنا، نعم أذنبنا ولا نستحق الغفران؛ لأن جرمنا عظيم وخطايانا ظاهرة وما لنا لسان نعتذر به لديك، ولا وجه نتوجه به إليك، قلوبنا توبخنا على ما فعلناه، وعقولنا تؤنبنا على ما فرط منا، ولكن إذا أراد الله إنفاذ أمر أوجد أسبابه، والسعيد سعيد من الأزل والشقي يا مولاي كذلك، والإنسان مسير لا مخير، والمقدر كائن والسيف الذي ضربنا به هو مسلول بيد الضارب، لا ينجو منا إلا من حفظه الله، ولو أراد الله أن يهب لنا قلوبا طاهرة، وألسنة فصيحة شاكرة، وأخلاقا سليمة، ونيات مستقيمة، وعافية حميدة، وخاتمة سعيدة، لفعل؛ يقرب من يشاء ويبعد، ويشقي من يشاء ويسعد، وهو الفعال لما يريد وله الحجة البالغة، سبحانه من إله قهار، يفعل ما يشاء ويختار. قد أوقفني لديك موقف مجرمة، وأوقفك أمامي موقف منتقم، وليس لك من الأمر شيء ولا مفر لي مما كتب علي قبل وجودي، وأنا لا أطلب كرما ولا إحسانا، ولا رحمة ولا غفرانا، ولا شفقة ولا عطفا، ولا حنانا ولا لطفا؛ لأني لا أستحق شيئا من ذلك، بل أطلب منك أن تنتقم مني وتجازيني على ما فعلت؛ لأني خنت ودك، ونقضت عهدك، وضيعت أمانتك، وتعمدت خيانتك، فاقتلني الآن، ومن خان لا كان، فأودعك تائبة معترفة مستغفرة ذليلة مسكينة باكية العين مجروحة الفؤاد، وأودع ابنتي أوجين.
أوجين :
يا رب العالمين! اعف عنهما يا أبي فقد عفوت عنهما، وسامحتهما بكل ما توقع منهما. يكفينا أن عدنا سالمين، ورجائي أن تكون مثلنا من الآمنين. وكذلك أرجو من ابن عمي جان، أن يعاملها بالصفح والغفران؛ لأنه شبل من أسد، ورجائي عنده لا يرد، فقولا بالله قد عفونا.
الكونت :
अज्ञात पृष्ठ