137

History of Literary Criticism Among the Arabs

تاريخ النقد الأدبي عند العرب

प्रकाशक

دار الثقافة

संस्करण संख्या

الرابعة

प्रकाशन वर्ष

١٩٨٣

प्रकाशक स्थान

بيروت - لبنان

शैलियों

والبيتين من القصيدة فيعتد بذلك لهم من أجل الإحسان، وأبو تمام أخذ نفسه وسام طبعه أن يبدع في أكثر شعره، فلعمري لقد فعل وأحسن، ولو قصر في قليل - وما قصر - لغرق ذلك في بحور إحسانه، ومن الكامل في شيء حتى لا يجوز عليه خطأ فيه، إلا ما يتوهمه من لا عقل له؟؟ " (١) .
موقف الصولي من العلاقة بين الشعر والدين
وقد نبه الصولي إلى ناحية لم يشر إليها أحد قبله - فيما أقدر - وهي ناحية كان بعض الناقدين يتخذ منها منفذًا للطعن في أبي تمام، وتلك هي المعتقد الديني، فقد أتهم أبو تمام بأنه كان يخل بفروضه، ونسب إليه بعضهم قوله وقد دخل عليه وبين يديه شعر أبي نواس ومسلم حين سأله الداخل عنهما: هما اللات والعزى وأنا أعبدهما من دون الله مذ ثلاثون سنة، وقد دافع الصولي عن هذه الناحية من زاوية صحة الخبر ومن زاوية النقد الأدبي فقال مصورًا موقفه النقدي: " وقد أدعى قوم عليه الكفر بل حققوه، وجعلوا ذلك سببًا للطعن على شعره وتقبيح حسنه، وما ظننت أن كفرًا ينقص من شعر ولا أن إيمانًا يزيد فيه " ثم حاول أن ينفي عنه التهمة جملة بقوله: " فكيف يصح الكفر عند هؤلاء على رجل، شعره كله يشهد بضد ما اتهموه به؟ " (٢)؛ وهذه قضية خطيرة في النقد، ومن استقلال النظرة النقدية في تاريخ النقد العربي أن نجد هذا الفصل التام فيها عند الصولي ثم عند الجرجاني - كما سنرى من بعد.
الحق أن كتاب الصولي - رغم موقفه الدفاعي - يعد في كتب السيرة أكثر مما يعد في كتب النقد، ولذلك أعرضنا عما فيه من شهادات

(١) أخبار أبي تمام: ٣٨.
(٢) أخبار أبي تمام: ١٧٢، ١٧٣.

1 / 151