قُرَيْشٍ نَنْقُلُ حِجَارَةً لِبَعْضِ مَا يَلْعَبُ الْغِلْمَانُ بِهِ، كُلُّنَا قَدْ تَعَرَّى وَجَعَلَ إِزَارَهُ عَلَى رَقَبَتِهِ يَحْمِلُ عَلَيْهِ الْحِجَارَةَ، فَإِنِّي لَأُقْبِلُ مَعَهُمْ كَذَلِكَ وَأُدْبِرُ، إِذْ لَكَمَنِي لَاكِمٌ مَا أَرَاهَا [١]، لَكْمَةً وَجِيعَةً، وَقَالَ: شُدَّ عَلَيْكَ إِزَارَكَ، فَأَخَذْتُهُ فَشَدَدْتُهُ، ثُمَّ جَعَلْتُ أَحْمِلُ الْحِجَارَةَ عَلَى رَقَبَتِي [٢] .
حَرْبُ الْفِجَارِ [٣]
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ [٤]: وَهَاجَتْ حَرْبُ الْفِجَارِ [٥] وَلِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ عِشْرُونَ سَنَةٌ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لَمَّا اسْتَحَلَّتْ كِنَانَةُ وَقَيْسٌ عَيْلَانَ فِي الْحَرْبِ مِنَ الْمَحَارِمِ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «كُنْتُ أُنَبِّلُ عَلَى أَعْمَامِي» أَيْ أَرُدُّ عَنْهُمْ نَبْلَ عَدُوِّهِمْ إِذَا رَمَوْهُمْ. وَكَانَ قَائِدُ قُرَيْشٍ حرب بن أميّة.
[١] في السيرة «أراه» .
[٢] في السيرة زيادة «وإزاري عليّ من بين أصحابي» .
[٣] العنوان إضافة على الأصل من سيرة ابن هشام ١/ ٢٠٩.
[٤] سيرة ابن هشام ١/ ٢١٠، ٢١١.
[٥] الفجار: بالكسر. وكانت للعرب فجارات أربع. ذكرها المسعودي ٢/ ٢٧٥ والسهيليّ في الروض ١/ ٢٠٩.