181

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين)

تاريخ الأدب الأندلسي (عصر الطوائف والمرابطين)

प्रकाशक

دار الثقافة

प्रकाशक स्थान

بيروت - لبنان

शैलियों

" فلو رأيت قطر بلنسية، نظر الله إليه، وعاد بنوره عليه، وما صنع الزمان به وبأهليه، لكنت تنديه وتبكيه، فلقد عبث البلى برسومه، وعدا على أقماره ونجومه، فلا تسأل عما في نفسي، وعن نكدي ويأسي ".
وعاش ابن طاهر هذا حتى استرجع أمير المسلمين مدينة بلنسية في شهر رمضان عام ٤٩٥، فكتب رقعة إلى الوزير ابن عبد العزيز يذكر له أمر ذلك الفتح، ويحمد الله على استرجاعها (١) .
وممن تأثر لما حل ببلنسية ابن خفاجة، فقال يرثيها (٢):
عاثت بساحتك العدى يا دار ... ومحا محاسنك البلى والنار
فإذا تردد في جناحك ناظر ... طال اعتبار فيك واستعبار
أرض تقاذفت الخطوب بأهلها ... وتمخضت بخرابها الأقدار
كتبت يد الحدثان في عرصاتها ... " لا أنت أنت ولا الديار ديار " وأقدر أن قصيدة ابن خفاجة كانت اكثر أبياتًا، ولم يبق منها إلا هذه الأربعة، ذلك أن بلنسية كانت جزءا من معاهد الشاعر وعهوده وأم وطنه " شقر "، فلا بد ان يكون ضياع بلنسية قد حز في نفسه، ولذلك لم يكد يعلم أن النية معقودة على استرجاعها حتى غمره البشر والاستبشار، وهنأ نفسه بما سيحدث قبل حدوثه فقال (٣):
الآن سح غمام النصر فانهملا ... وقام صغو عمود الدين فاعتدلا
ولاح للسعد نجم قد خوى فهوى ... وكر للنصر عصر قد مضى فخلا

(١) الذخيرة - القسم (المخطوط): ٣٢.
(٢) المصدر نفسه: ٣٢ وديوانه: ٣٥٤.
(٣) ديوان ابن خفاجة: ٢٠٨.

1 / 187