भारत गांधी के बाद: विश्व के सबसे बड़े लोकतंत्र का इतिहास
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
शैलियों
29
في بعض المناطق كان المزارعون يتضورون جوعا، وفي مناطق أخرى كانوا متململين. وفي فترة الاضطراب التي أعقبت تولي الهنود مقاليد الحكم في حيدر أباد، تحرك الشيوعيون بسرعة للاستيلاء على منطقة تيلانجانا، واستعانوا في ذلك بمجموعة من البنادق عيار,303 بوصة وبنادق طراز مارك 5 من مخلفات جماعة رضا كار المتقهقرة. دمر الشيوعيون قصور ملاك الأراضي ووزعوا أراضيهم على الفلاحين الكادحين. وإذ قسم الشيوعيون أنفسهم إلى عدة مجموعات، كل منها مسئول عن عدد من القرى، طلبوا من الفلاحين ألا يدفعوا ريع الأرض، وتولوا هم مهمة فرض القانون والنظام.
30
في مناطق مثل ورنجال ونالجوندا، نال الشيوعيون تأييدا كبيرا إثر نشاطهم في القضاء على الإقطاع؛ فقد أقر أحد ساسة حزب المؤتمر في زيارة للمنطقة بأن «كل ربة منزل كانت تمد الشيوعيين بعون قيم في صمت، وأبدى قرويون بريئو المظهر تعاطفا نشطا تجاه الشيوعيين».
31
تشجع الشيوعيون بالنجاحات التي حققوها في حيدر أباد على التفكير في ثورة فلاحين تشمل البلد كله؛ فقد أملوا في أن تكون تيلانجانا هي بداية الهند الشيوعية، وأماط الحزب الشيوعي الهندي اللثام عن اتجاهه الجديد في مؤتمر سري عقد في كلكتا في فبراير 1948؛ فخرج متحدث لتهيئة الحالة المزاجية المنشودة بقوله: «إن شعب تيلانجانا المغوار» مهد الطريق «إلى الحرية والديمقراطية الحقيقية»، فقد كان «المستقبل الحقيقي للهند وباكستان»، ولو أن الكوادر الشيوعية تمكنت من «بث تلك الروح الثورية في جموع الشعب - فيما بين المواطنين الكادحين - فسنجد التداعيات تتوالى».
32
في اجتماع كلكتا، انتخب أعضاء الحزب أمينا عاما جديدا؛ إذ سلم بي سي جوشي الراية إلى بي تي راناديف. كان راناديف صارما جادا بطبعه، على عكس جوشي المرح المحبب إلى النفس. (الجدير بالذكر أن كليهما كان هندوسيا من الطائفة العليا، وهو ما كان المعتاد بالنسبة للزعماء الشيوعيين آنذاك.)
33
كان جوشي صديقا لنهرو، ودعا إلى «المعارضة المخلصة» لحزب المؤتمر الحاكم؛ فقد قال إن بقاء الهند الحرة صار على المحك بعد وفاة غاندي. وأشرف على إصدار منشور للحزب عنوانها: «سوف ندافع عن حكومة نهرو» (ضد قوى البعث الهندوسي). إلا أن راناديف كان متشددا مؤمنا بأن الهند تحكمها حكومة برجوازية موالية للإمبرياليين، وفي تحول كامل في موقف الحزب، وصف نهرو آنذاك بأنه عميل للإمبريالية الأمريكية. سحب المنشور الذي أصدره الأمين العام السابق، وأنزل جوشي إلى مرتبة عضو عادي في الحزب، ووجه إليه وابل من الاتهامات؛ حيث وصف بأنه إصلاحي شجع نمو الاتجاهات «المناهضة للثورة» داخل الحزب.
अज्ञात पृष्ठ