भारत गांधी के बाद: विश्व के सबसे बड़े लोकतंत्र का इतिहास
الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم
शैलियों
16
كانت حكومة غرب البنغال هي التي أجبرت اللاجئين دون تخطيط منها على تطبيق قانونهم الخاص؛ فمن جهة، لم يحدث نزوح واسع النطاق في الاتجاه المعاكس مثلما حدث في البنجاب ليخلف حقولا ومزارع مهجورة يستوطنها اللاجئون. ومن جهة أخرى، قد راق للحكومة أن تظن - أو تأمل - أن هذه الهجرة الوافدة مؤقتة، وأن الهندوس سوف يعودون إلى ديارهم في الشرق عندما تستقر الأوضاع. وقد أيد ذلك الاعتقاد زعم أن البنغاليين كانوا إلى حد ما أقل «طائفية» من البنجابيين؛ فهنا كان المسلم يتحدث لغة جاره الهندوسي ويتناول نفس طعامه، لذا فقد يكون أكثر استعدادا لمواصلة العيش معه جنبا إلى جنب.
رفض اللاجئون أنفسهم هذا الزعم الأخير رفضا عنيفا؛ فبالنسبة إليهم لم يكن ثمة مجال للعودة إلى ما رأوه دولة إسلامية. وقد وجدوا سندا لأفكارهم في شخص المؤرخ السير جودانات سركار، الذي يمكن القول إنه كان أشد المثقفين البنغاليين تأثيرا في جيله؛ ففي خطاب ألقاه سركار في اجتماع مع جموع غفيرة من اللاجئين - عقد يوم 16 أغسطس 1948 - قارن هجرة هندوس شرق البنغال بفرار رجال الكنيسة البروتستانتية الكالفينية الفرنسيين في عهد لويس الرابع عشر، وحث أهالي غرب البنغال على استيعاب الوافدين وإدماجهم في المجتمع، حتى يغذوا ثقافتهم واقتصادهم. وأضاف أنه بمساعدة اللاجئين «لا بد أن نحيل غرب البنغال إلى ما ستكون عليه فلسطين تحت الحكم اليهودي؛ منارة في الظلام، وواحة للتحضر في قلب صحراء جهل العصور الوسطى والتعصب الديني البالي».
17
وفي سبتمبر 1948، تشكل مجلس عمل معني باللاجئين في عموم البنغال، ونظمت مسيرات ومظاهرات مطالبة بمنح اللاجئين تعويضات منصفة وحقوق المواطنة. كان زعماء تلك الحركة يهدفون إلى إلقاء «مجموعات اللاجئين المنظمة في شوارع كلكتا ومواصلة الضغط على الحكومة بلا هوادة ... فالمسيرات والمظاهرات والاجتماعات، والاختناقات المرورية، ووابل الطوب المكسور، والقنابل المسيلة للدموع، وعصي البامبو التي استخدمتها الشرطة سلاحا، وعربات الترام والحافلات المحترقة، وإطلاق الأعيرة النارية من حين لآخر؛ كل ذلك صار علامة مميزة للمدينة».
18
حيثما تواجد لاجئون مهجرون لقوى خارجة عن سيطرتهم، صاروا وقودا محتملا للحركات المتطرفة؛ ففي دلهي والبنجاب، كانت المنظمة الهندوسية الراديكالية راشتريا سوايامسيفاك سانج هي التي وطدت أقدامها منذ البداية في أوساط المهاجرين. وفي البنغال، اجتهدت شقيقة المنظمة الهندوسية الأولى - منظمة هندو ماهاسابها - في إضفاء صبغة دينية على المسألة، فقد قال أعضاؤها: إن الهندوس البنغاليين «صاروا قرابين في عملية التضحية الكبيرة التي مثلها تحرير الهند». وبمطالبتهم بالعودة إلى باكستان الشرقية، كانت الحكومة مذنبة بانتهاج سياسة «الاسترضاء» والتحريض على «الإبادة الجماعية». وفي حين تطالب الدولة اللاجئين بالإذعان، كان ما يحتاجه اللاجئون هو جرعة قوية من «الرجولة». كتب هندوسي غاضب في مارس 1950 قائلا: «المرء لا يسعه إلا أن يتمنى ظهور رجال مثل شيفاجي أو رانا براتاب من صفوفهم.»
19
لقي استحضار ذكرى المحاربين الهندوس من العصور الوسطى الذين قاتلوا الملوك المسلمين استجابة أقوى في دلهي والبنجاب. أما في البنغال، فقد كان الشيوعيون هم الأنجح في تعبئة اللاجئين؛ كانوا هم من نظموا المسيرات إلى المقرات الحكومية، وخططوا الاحتلال القسري للأراضي المراحة في كلكتا؛ وهي الأراضي التي «ما كان للاجئين مسوغ لها سوى القوة المنظمة والحاجة الملحة». ومن ثم نشأت مستعمرات مرتجلة في أجزاء مختلفة من المدينة؛ «تجمعات من الأكواخ ذات أسقف من القش أو القرميد أو الصفيح، جدرانها من الحصير المصنوع من البامبو، وأرضيتها من الطين، بنيت على الطراز السائد في شرق البنغال».
20
अज्ञात पृष्ठ