भारत गांधी के बाद: विश्व के सबसे बड़े लोकतंत्र का इतिहास

रामचंद्र गुहा d. 1450 AH
106

भारत गांधी के बाद: विश्व के सबसे बड़े लोकतंत्र का इतिहास

الهند ما بعد غاندي: تاريخ أكبر ديمقراطية في العالم

शैलियों

12

انتشر اللاجئون الوافدون من السند في بلدات غرب الهند ومدنها. وإلى جانب مومباي، كان ثمة تجمعات سكانية كبيرة منهم في بونا وأحمد أباد. وقد وجد عالم نفس اجتماعي زار الوافدين من السند في خريف 1950 أنهم غير راضين على الإطلاق، وقال: «الجميع تقريبا يشكون المساكن المزدحمة القذرة، والمياه غير الصالحة، وحصص التموين غير الكافية، والأهم من ذلك عدم كفاية الدعم الحكومي.» وقال أحد اللاجئين في أحمد أباد: «إننا نأكل أشياء اعتدنا إلقاءها للطيور في باكستان.» وشكا آخرون سوء معاملة أهل المدينة من الجوجاراتيين، كما ناصبوا المسلمين العداء بصفة خاصة . وقد صبوا جام غضبهم على الدولة الهندية، وإن برءوا نهرو نفسه فقالوا: «حكومتنا عديمة الفائدة. كلها عصبة من اللصوص. وحده البانديت نهرو لا بأس به، والبقية كلهم لا قيمة لهم، ويسعون لخدمة مصالحهم الذاتية. البانديت نفسه يخبرنا بما يسعه القيام به. أما بقية المنظومة فمعطوبة.»

13

4

غيرت وفود اللاجئين المتدفقة معالم ثالث مدن الهند الكبرى أيضا؛ كلكتا؛ فقبل التقسيم أخذت العائلات الهندوسية الميسورة من شرق البنغال في الانتقال إلى تلك المدينة بصحبة ممتلكاتها، وبعد التقسيم كان أغلب النازحين من عائلات الطبقة العاملة وعائلات المزارعين. في البنجاب، حدثت الهجرة في صورة اندفاع واحد، ولكن في البنغال كانت الهجرات متفرقة، إلا أنه في شتاء 1949-1950 هبت موجة من أعمال الشغب الطائفية في باكستان الشرقية أجبرت عددا أكبر من الهندوس على عبور الحدود. في الأعوام السابقة على ذلك التاريخ، جاء نحو 400 ألف لاجئ إلى غرب البنغال، وفي عام 1950، قفز ذلك الرقم إلى 1,7 مليون لاجئ.

إلى أين لجأ أولئك الناس؟ بعضهم أقام مع أقربائه، بينما سكن آخرون محطات القطار في المدينة؛ حيث تبعثرت فرشهم وصناديق أمتعتهم وغيرها من متعلقاتهم على أرصفة المحطات؛ فهناك «عاشت أسر، ونامت وتزاوجت، وأخرجت فضلاتها، وأكلت على الأرصفة الأسمنتية بين الذباب والقمل والأطفال والإسهال. وكان ضحايا الكوليرا يستلقون منهكين يتطلعون إلى قيئهم، بينما انشغلت النسوة بإزالة القمل من رءوسهن بعضهن لبعض، وطفق المتسولون يتسولون». إلا أن غيرهم سكنوا الشوارع «بجوار الماشية الشاردة - مثلهم مثلها - كانوا يشربون مياه المجاري، ويأكلون من القمامة، وينامون على جانب الطريق».

14

هكذا كتب مراسل صحيفة «مانشستر جارديان» في الهند. والحقيقة أن اللاجئين لم يكونوا بالسلبية التي يشير إليها ذلك الوصف مطلقا؛ ففي بدايات عام 1948 «شغل عدد كبير من اللاجئين ثكنات ليك العسكرية؛ إذ ضاقوا ذرعا بحياتهم البائسة في محطة سيالدا، وشغلوا كذلك ثكنات جودبور العسكرية ومنزل ميسور وغيره من المنازل والثكنات العسكرية الشاغرة في شاهبور ودورجابور وطريق باليجونج الدائري ودارمتالا. وبين ليلة وضحاها تقريبا، صارت تلك المنازل المهجورة تعج باللاجئين من رجال ونساء وأطفال في تعد متعمد على الملكية».

15

استولى بعض اللاجئين على منازل خالية، بينما احتل آخرون أراضي مهجورة على طول الطرق وخطوط السكة الحديدية، إضافة إلى أدغال الشجيرات التي أزيلت حديثا والمستنقعات الحديثة التجفيف؛ فكان أولئك الملاك بوضع اليد «يتسللون خلسة إلى تلك الأراضي ليلا، ويصنعون مأوى مؤقتا سريعا تحت جنح الظلام، ثم كانوا يرفضون الرحيل، وإن عرضوا في كثير من الأحيان أن يدفعوا سعرا منصفا نظير الأرض».

अज्ञात पृष्ठ