لقد استوثقت منه بأن يستمسك بحياته، وأردت المجئ به إليك ألين عريكة وأسلس مقادة، ليبذل جهدا آخر في تسكين غضبك، فبينا أهنئ نفسي إذ وفد بوليكليتس الذي تعرفين إنه ترجمان أغسطس، وفد بلا تبع ولا ضجة، واستصحبه توا إلى القصر.
زعموا أن أغسطس في اضطراب عظيم لم يعرف أحد سببه، واختلفت التأويلات في هذا الشأن. ولكنها اتفقت على أن أمرا عظيما أهمه، وأنه استدعى سنا ليستشيره فيه. ولكن الذي حرت في معرفته هو أن رجلين مجهولين قبضا على ايفاندر، وأن أوفورب أيضا قد احتجز ولم يعرف أحد السبب، ولغطوا في سيده بما لم أدره فعزوا إليه اليأس الشديد، وذكروا الماء ونهر التبر وأمسكوا عن البقية.
اميليا :
ما أكثر بواعث الخشية ودواعي اليأس! على أن قلبي الحزين يأبى بث ما به، وكأن الآلهة، كلما طرأ أمر، تبعث فيه شعورا مخالفا لما ينبغي أن يشعر به. لقد أخذتنى منذ حين رهبة موهومة، والآن أجدني غير آبهة لها، وحقي أن أشفق منها.
طوعا لك أيتها الآلهة العليا! نعمك التي أحمدها لا ترضى لي بخدش الشرف، وقد أكرمتني عن التأوه والتنهد والاستعبار، لتشدي أزر فضيلتي في قراع المصائب. تريدين لي أن أموت على شجاعتي الكبرى التي دفعت بي إلى ذلك المطلب العظيم، وسأموت مذعنة لما أردت، وفي الموقف الذي جعلتني فيه.
يا حرية روما! يا روح أبي! لقد قمت، من جهتي، بكل ما أستطيعه. فألبت على الطاغية أصدقاءه، واجترأت في سبيلكما على أكثر مما هو من شأني. فإذا فاتني الغرض لم ينتقص فوته مجدي. وإذا لم أحظ بالانتقام لكما لحقت بكما، ومت يسطع من جوانبي دخان الغضب العادل المتقد، ميتة نبيلة جديرة بكما وبدم الأبطال العظام الذين أنبتوني.
المشهد الخامس
مكسيم، اميليا، فلفيا
اميليا :
هذا أنت يا مكسيم، وقد قالوا إنك مت؟
अज्ञात पृष्ठ