عن بصيرة وعدل، يتصرف بالحكمة في كل شيء تصرف المالك الشرعي ولا يتعجل في الأمور اتقاء خلف يعاجل به.
أما إذا ساد الشعب فلا عمل من غير تخبط. ولا نصفة هناك يرجع إليها فتباع الرتب بيعا لأشره القوم إليها. وتجعل أزمة السلطة في يد أشدهم فتنة. ويضل صغار الحكام الذين إنما يولون لعام واحد إذ يرون سلطتهم موقوتة بوقت صغير، فيضيعون ثمرات الأغراض الجليلة تفاديا من تركها لمن يأتي بعدهم. وإذ كان نصيبهم من الدنيا التي يصيبونها قليلا، فإنهم يمدون الأيدي إلى حقول الناس يحصدون منها ما طاب لهم، آمنين غضبة غاضب، واثقين بقرب المغفرة، لأن كلا يأمل أن يعامل يوما بمثل هذه المعاملة. فشر الحكومات حكومة الشعب.
أغسطس :
ولكنها وحدها هي التي تروق القوم في روما. فقد ارتضع أبناؤها بغض الملوك عن لبان أمهاتهم منذ خمسمائة سنة ويصعب انتزاع هذا البغض من قلوبهم بعد تأصله.
مكسيم :
نعم يا مولاي. إن روما ماضية في علتها، وشعبها يألف هذه العلة ويأبى البرء - ملاكه بيد العادة لا بيد العقل. وهذا الضلال القديم الذي يريد سنا محوه هو ضلال محمود المغبة فتن به القوم ويدين به سنا نفسه. هو الذي أخضع لروما العالم بأسره، ومشاها مئة مرة على هام الملوك، هو الذي أفعم خزائنها بالمجلوب من نهب الولايات فما عسى أن يسديه خير الأمراء إلى هذا الشعب وراء ما ذكرت؟
وأجرؤ أن أقول، يا مولاي، إن الحكومة لا تصيب حظا واحدا في جميع الأصقاع. فلكل شعب حكومة على وفق طبيعته لا يغيرها مغير إلا وهو في حكم الذي ألحق بها سبة ومعرة.
7
جرت سنة الله في العالم بالاختلاف والتباين لحكمة وعدل. فمكدونيا تحت الملكية، وسائر اليونان يحبون الحرية العامة، والفرتيون والفرس يرغبون في الحكام المطاعون. وما يصلح للرومان إلا حكومة القنصلية.
سنا :
अज्ञात पृष्ठ