وقصارى القول أنه إذا لم يكن محيص عن توقع تلك العقبى السيئة، فأجمل بك أن تقضي وأنت سيد الدنيا.
هذا ما جسرت على قوله في موجز من اللفظ، وعندي أن القليل الذي أوردته هو رأي مكسيم.
مكسيم :
نعم! أسلم بأن أغسطس على حق في الاحتفاظ بالامبراطورية التي إنما رفعته إليها فضيلته ففتحها واحتازها احتيازا شرعيا بدمه والمجازفة برأسه. أما كونه لا يستطيع إلا بتسويد صفحته أن يتخلى عن العبء الذي ناء به عاتقه أو يتهم قيصر بالطغيان ويستصوب قتله فهذا ما أستنكره.
روما لك يا مولاي والامبراطورية مقتناك وكل حر التصرف فيما ملك، له الخيار أن يستبقي وأن يذر، أفتحرم، وأنت الامبراطور، ما يستطيعه عامة الناس؟ أو تصبح، وأنت الضابط لكل شيء، عبدا للعلياء التي سموت إليها؟ ...
إملك العظمة يا مولاي دون أن تملكك، وسدها ولا تدع لها سيادة عليك وأر الدنيا من أعلى ذراها أن جماع ما تشمل عليه دون قدرك.
انبتتك روماك فيما مضى وها أنت ذا تريد أن تهب لها كل قدرتك. غير أن سنا يغلو ويرى الذنب الأكبر فيما تجود به على البلد الذي ولدت فيه فيسمي حب الوطن دما. أتلحق إذن الفضيلة العليا وصمة بالمجد؟ فما أجدرها باحتقارنا إذا كان ثمنها العار ...
أشتهي المصارحة في هذا المقام بأن عملا منك هذا جماله وجلاله يعود على روما بأكثر مما نلت منها، ولكن أمن الجريمة التي لا تغتفر أن يكون الشكران فوق الإحسان؟..
اتبع يا مولاي، اتبع ما توحي به إليك الآلهة. فمجدك يتضاعف بقدر ما تطيب نفسك عن الامبراطورية، وذكرك عند الخلف يزكو بالتنحي عنها أكثر مما يزكو ببلوغها. إن التوفيق قد يؤدي إلى ذروة العلياء ولكن الزهد في تلك المكانة السامية يتطلب فضيلة هي كل الفضيلة. وقليل في الكرام من يربح الصولجان ثم يعف عن حلاوة الحكم ...
تدبر من جهة أخرى أنك تحكم، في روما. ومهما أطلقت عليك فيها بطانتك من الأسماء فالملكية ممقوتة، ولقب الامبرطور الذي يستتر وراءه لقب الملك لا يقل عنه مقتا.
अज्ञात पृष्ठ