اميليا :
كل هذه الحظوة لا ترد علي أبي، وكيفما نظروا إلي نظرهم إلى المتقلبة في النعمة المعتزة بالنفوذ، فإني على الدوام ابنة المطلوب الثأر لدمه.
ليس للمكرمات في كل حال من الأثر ما تظنين. فهي لمن يتلقاها من يد ممقوتة سبة وامتهان، واكرام العدو الحاقد يزيد في أسلحة خيانته ومكره.
يغدق علي آلاءه في كل يوم، ولكنه لا يفل حد شجاعتي! أنا اليوم كما كنت بالأمس. بل أشد مراسا، وأصلب عودا، فما يفعم به يدي من الصلات، أشتري به نفوس الرومانيين لمناوأته، ولو أنزلني منه منزلة ليفيا لقبلتها حتى اتخذ منها وسيلة للفتك به.
لا جناح على من ينتقم لأبيه، وإنما يبيع دمه من يلين جانبه لإحسان المسيء إليه.
فلفيا :
وما حاجتك لأن ترمي بالكنود
5
والجحود، وفي وسعك أن تحقدي من غير أن ينفجر حقدك؟
في الناس غيرك من لم ينس كيف أرسى أغسطس عرشه على القسوة والظلم. فكم في الرومان من باسل مقدام، وكم من همام ذائع الصيت، ذهبوا قرابين لجرائم طمعه، وتركوا لأولادهم من بعدهم ألما يدفعهم إلى الانتقام. إن آلافا منهم سيطرقون هذا الطريق. والذي يعيش حانقة عليه أمته لا يطول عيشه ... فخلي لتلك الأذرع الذود عنك وعنها ... ولا تعيني أغراضها بغير ما تضمرين لها من أماني الفوز.
अज्ञात पृष्ठ