पश्चिम की बुद्धि
حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي
शैलियों
فهل جاء هذا الانقسام الفلسفي تعبيرا عن تمزق الإنسان المعاصر؟ وهل يجوز لنا أن ندين الفلسفة لأنها عجزت عن تحقيق التفاهم بين العقول، برغم ادعائها الدائم بأنها هي وحدها التي تخاطب عقل الإنسان - أي إنسان - بموضوعية وتنزه؟ هل هذا أقوى مظاهر الإخفاق في الفلسفة، أم هو أعظم مظاهر نجاحها، حين تجد نفسها قادرة على التعبير بوضوح عن ذلك «الانقطاع» و«اللاتفاهم» الذي يميز حياتنا المعاصرة؟
تلك أسئلة أترك للقارئ مهمة التفكير فيها والبحث عن إجابة عنها، ولا شك عندي أن قراءة هذا الكتاب ستكون خير معين له على أن يهتدي إلى الإجابة بنفسه، أو على الأقل، ستحفزه على أن يفكر بمزيد من الوعي، فيحقق بذلك ما كانت الفلسفة، طوال تاريخها، تطمح إليه.
فؤاد زكريا
أغسطس 1983م
الفصل الأول
نشأة الفلسفة الحديثة
حين بدأت نظرة العصور الوسطى إلى العالم في الاختفاء خلال القرن الرابع عشر، أخذت تظهر بالتدريج قوى جديدة عملت على تشكيل العالم الحديث كما نعرفه اليوم. فمن الوجهة الاجتماعية، أصبح البناء الإقطاعي للمجتمع الوسيط غير مستقر نتيجة لظهور طبقة قوية من التجار الذين تحالفوا مع الحكام ضد ملاك الأرض الخارجين عن كل سلطة. ومن الوجهة السياسية، فقد النبلاء قدرا من حصانتهم عندما ظهرت أسلحة هجومية أفضل، جعلت من المستحيل عليهم الصمود في قلاعهم التقليدية. فإذا كانت عصي الفلاحين وفئوسهم عاجزة عن اقتحام أسوار القلعة، فإن البارود قادر على ذلك.
وهناك أربع حركات كبرى تحدد معالم فترة الانتقال التي امتدت من وقت بدء تراجع العصور الوسطى حتى القفزة الكبرى إلى الأمام في القرن السابع عشر.
أولى هذه الحركات هي النهضة الإيطالية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر. فعلى الرغم من أن دانتي كان لا يزال متأثرا بعمق بطرق التفكير السائدة في العصور الوسطى، فإنه قدم باللغة الشعبية تلك الأداة التي جعلت الكلمة المكتوبة متاحة للإنسان العادي غير الملم باللغة اللاتينية. وبظهور كتاب مثل بوكاشيو
Boccaccio
अज्ञात पृष्ठ