============================================================
أعطنى [19/ ورقة(1) منه أنظر فيها ! فأعطانى ، فأجلت فيها تظرى، وأحضرت لها ذهى، فلم أزدد مما فيها إلا بعدا. فدعوت بالخضر بن على، وذلك فى صدر النهار ، فلم ينتصف حى فرغ من قراءتها بينه (2) وبين نفسه . ثم أخذ يفسرها وأنا اكتب (2) . ثم رددت الورقة وأخذت منه أخرى ، والخضر عندى .
فجعل يقرأ(4) وأنا اكتب حتى أخذت (5) منه نحوا من ثلاثين ورقة وانصرفت فى ذلك اليوم . ثم دخلت يوما عليه فقلت : يا ثوبان ! هل يكون فى الدنيا أحسن من هذا العلم ؟ فقال : لولا أن العلم مضنون به ، وهو سبيل الدنيا والآخرة، لرأيت أن أدفعه إليك بتمامه . ولكن لا سبيل إلى أكثر مما أخذت .- ولم تكن الأوراق التى أخذتها، على التأليف، لأنها تتضمن أمورا لا يمكن إخراجها.
فحدثى الحسن بن سهل قال : قال لى المأمون يوما : أى كتب العرب أنبل وأفضل ؟ - فجعلت أعدد كتب المغازى والتواريخ حتى ذكرت تفسير القرآن، فقال : كلام الله تعالى (6) لا يشبهه شيء . ثم قال : أى كتب العجم أشرف؟ فذكرت كثيرا منها ، ثم قلت : كتاب " جاويذان خرذ * يا أمير المؤمنين.
فدعا بفهرست كتبه، وجعل يقلبه، فلم يرهذا الكتاب أثرا (2) ولا ذكرأ . ققال : كيف (4) يسقط ذكر هذا الكتاب عن الفهرست ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين! هذا هو كتاب ذوبان وقد كتبت بعضه. قال : فائتى به الساعة . فوجهت فى حمله، فوافاه الرسول وقد نهض [9ب] للصلاة . قلما رآه مقبلا والكتاب معى (4)، انحرف عن القبلة وأخذ يقرأ الكتاب . فكلما (10) فرغ من فصل قال : لا إله إلا الله ! فلما طال ذلك قلت : يا أمير المؤمنين الصلاة تفوت، وهذا لا يفوت. فقال: صدقت! ولكى أخاف السهر فى صلاتى لاشتغال قلبى به ثم صلى وعاود قراءته، ثم قال: اين تمامه؟
(1)ف : منها: (2)ف : قراءتها فى تفسه (3) ف : اكتب حتى اخذت منه نحو من تلائين.00 4) ط: بفسر (5) منه : ناقحية فى ط (1) تعالى : تاقصة فى ط (2) ط : لهذا الكتاب ذكرا: 4) ص: سقط ) : معه (10) ص : قلما
पृष्ठ 89