हिकमा खलीदा

मिस्कवेह d. 421 AH
131

============================================================

من المعروف وستره، واستكر قليل الشكر من المصطنع (1)، ققد استوجب الثتاء وأحسن مجاورة النعم .

وقال * آخر: من ابتدأ المعروف من غير أن تبذل الوجوه، وإن لم يبتدىء به رد المتعرض ماء وجهه، فقد استحق الثناء*.

وقال آخر : أيها الملك ! الكلمة الحامعة للمكارم : من لم تبطره النعمة اذا أصابته، ولم يحسد عليها إذا أخطاته.

فقال لهم الملك: قد قلم فأحسنتم . ولكن : من أخذ بمجامع المروءة واحتوى على الشرف فليترك الاتتصار وهو قادر. وأبلغ من ذلك : احتمال الكلمة الموجعة عن أهل القلة ، والحلم عن أهل الذلة، والعفو عند القدرة.

وقال آخر: إنى لما فهمت أخبار زمانى ، ورعيت الآداب، وقاسيت طبقات الناس تنبهت على أمر عظيم ، وأشرفت على سر من الأخلاق دفين، وصلت إليهما بفراغ من القلب لهما، وعناية من الفكر بهما . وذاك أنى كنت رجلا نجوت من واحدة، وذهبت إلى اثنتين، وكاتت ف ست خصال : فأما الى نجوت منها فقلة الشهوة وحب الدنيا . وأما الحصلتان فانى وكلت نفسى بحفظ العبر، وصرت من ممر (2) كل يوم على وجل . وأما الخصال الست : فقمعى للحسد إذا تهض وتحرك، وقهرى للشهوة إذا مالت إلى خلاف الحق، واماتى الضغائن والأحقاد، والصبر الحميل على ما له عاقبة جميلة عند الحوادث والنوازل، وسلامة طبعت عليها، وخفة مؤونة على الناس. وبعض هذه الخصال أعانتى () على بعض : فمنها ما وجدته فى الخلقة [29 ب ] طبعا من غير تكلف، ومها ما أصلحته بقوة الله تعالى وتداركته بالرياضة والأدب .

وقال آخر وصية : خذ من نفسك عدة لما تريد دركه بعدل لا تشوبه خياتة، وصدق غير مدخول، ورم مطلوباتك بالإتصاف، ثم آنا زعيمك بالانصاف (4) ، فانما عوقب من عوقب فى العاجل بطلبهم ما أحبوا(5) واشتهوا (1) ف : المصطنع اليه ( *) ما بين العلامتين ورد فى ف بعد الفقرة التالية 2) مر: ناقصة فيف : (3) ف : اعانتى (4) م بالانصاف: ناقصية فى ف (0) ص: احتوا

पृष्ठ 131