يندفع أناس داخل حارتنا، يرمون بالطوب، يتحصنون بالأركان.
يقتحم الحارة الفرسان بقبعاتهم العالية، وشواربهم الغليظة، تنطلق أصوات حادة مخيفة تعقبها صرخات، أنزع من مكان المراقبة إلى الداخل، فتطالعني وجوه مذعورة وهمسات تقول: إنه الموت.
نرهف السمع وراء النوافذ المغلقة، لا شيء إلا أصوات متضاربة، وقع أقدام، صهيل خيل، أزيز رصاص، صرخة موجعة، هتاف غاضب.
يتواصل ذلك دقائق في الحارة ثم يسود الصمت.
ويتردد الهدير ولكن - هذه المرة - من بعيد .. ثم يسود صمت مطلق.
وأقول لنفسي إن ما يحدث غريب ومزعج ومخيف.
وأعرف بعض الشيء معاني الألفاظ الجديدة: سعد زغلول، مالطة، السلطان، الوطن، وأعرف بوضوح أكثر الفرسان البريطانيين والرصاص والموت.
تزورنا أم عبده في غاية من الانفعال، تحكي حكايات عن الضحايا والأبطال، وتنعي إلينا علوة صبي الفران، وتؤكد أن جياد الفرسان حرنت أمام سور التكية وألقت الفرسان عن متنها!
وأقول لنفسي إن ما يحدث حلم مثير لا يصدق.
الحكاية رقم «13»
अज्ञात पृष्ठ