ويطعن الشيخ لبيب في السن وتتغير الأحوال.
يندر تردد الزائرات عليه حتى ينقطع أو يكاد، ويتكاثر التلاميذ ممن لا يرعون له حرمة، ويطاردونه بالسخريات والأزجال العابثة، ويهتف الشيخ: ملعونة المدارس المفتوحة لكم.
وتسوء حاله، وصحته أيضا، ويتوعد الناس والزمان بعقاب الآخرة، ويتحسر على أيام الطيبين الذاهبين. •••
وأخيرا يسلم للزمن، يتسول، يمضي هاتفا مادا يده
كل من عليها فان .
الحكاية رقم «66»
وراء قضبان بدروم يلوح وجه صبي صغير، إذا رأى عابر سبيل أليف المنظر هتف به: يا عم!
فيقف العابر ويسأله عما يريد فيقول: أريد أن أخرج. - وماذا يمنعك؟ - باب الحجرة مغلق. - ألا يوجد أحد معك؟ - كلا. - أين أمك؟ - أغلقت الباب وذهبت. - وأبوك؟ - سافر من زمان.
ويدرك العابر الموقف على نحو ما فيبتسم إليه مشجعا ويذهب، ويلوح وجه الصبي الصغير وراء القضبان وهو يتطلع بشوق إلى الناس والطريق.
الحكاية رقم «67»
अज्ञात पृष्ठ