हंस एंडरसन की परीकथाएँ: पहला संग्रह
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
शैलियों
قالت عقلة الإصبع: «الوداع أيها الطائر الصغير الجميل، الوداع. شكرا على شدوك المبهج في الصيف، حين كانت الأشجار خضراء والشمس الدافئة تشرق علينا.» ثم وضعت رأسها على صدر الطائر، لكنها فزعت، إذ بدا أن شيئا ما داخل الطير يدق: «تك، تك.» كان هذا هو قلب الطائر؛ فلم يكن ميتا حقا، وإنما تخدر جسده من البرد فحسب، وقد رده الدفء إلى الحياة. في الخريف تطير كل طيور السنونو راحلة إلى بلاد دافئة؛ لكن إن حدث وتباطأ أحدها، فالبرد يحكم قبضته عليه، ويتخلله ويسقط كأنه ميت، فيظل حيث سقط، وتغطيه الثلوج الباردة.
ارتعدت عقلة الإصبع بشدة؛ فقد كانت خائفة جدا؛ لأن الطائر كان ضخما، أضخم منها بكثير (هي التي كان طولها لا يتعدى البوصة). إلا أنها تشجعت، ووضعت الصوف بكثافة أكثر على السنونو المسكين، ثم أخذت ورقة الشجر التي كانت تتدثر بها كغطاء وبسطتها فوق رأسه.
وفي الليلة التالية خرجت متسللة مرة أخرى لتراه. كان حيا، لكن ضعيفا جدا؛ فلم يستطع إلا أن يفتح عينيه لحظة ليرى عقلة الإصبع التي كانت واقفة بالقرب منه، حاملة قطعة من الخشب المتحلل في يدها، فلم يكن لديها مصباح آخر. قال السنونو المريض: «شكرا يا أيتها الفتاة الصغيرة الجميلة. لقد تدفأت جيدا حتى إنني قريبا ما سأستعيد عافيتي وأتمكن من التحليق مرة أخرى في أشعة الشمس الدافئة.»
قالت عقلة الإصبع: «مهلا، الجو بارد بالخارج الآن؛ يوجد ثلوج وصقيع. فلتبق في فراشك الدافئ، وأنا سأعتني بك.»
أحضرت عقلة الإصبع للطائر بعض الماء في ورقة زهرة، وبعد أن شرب، أخبرها أن إحدى الشجيرات الشائكة جرحت أحد جناحيه فلم يستطع الطيران سريعا كالآخرين، الذين ما لبثوا أن ابتعدوا في رحلتهم إلى البلاد الدافئة. وفي النهاية سقط على الأرض، ولم يتذكر شيئا آخر، ولا كيف صار في المكان الذي وجدته فيه.
ظل طائر السنونو تحت الأرض طوال الشتاء، حيث اعتنت به عقلة الإصبع باهتمام وحب. ولم تخبر سواء الخلد أو فأرة الحقل بأي شيء عنه، إذ لم يحبا طيور السنونو. وسريعا جدا أقبل الربيع، وبعثت الشمس الدفء في الأرض. عندئذ ودع السنونو عقلة الإصبع، ففتحت الثقب الذي في السقف الذي كان الخلد قد صنعه. سطعت أشعة الشمس عليهما في بهاء شديد، فسألها السنونو إن كانت تود أن تذهب معه. قال لها إن بإمكانها الجلوس على ظهره، وسيطير بها بعيدا إلى الغابات الخضراء. لكنها كانت تعلم أن فأرة الحقل ستحزن إن تركتها بتلك الطريقة، لذلك قالت: «لا، لا أستطيع.»
قال السنونو: «الوداع إذن، الوداع، يا أيتها الفتاة الصغيرة الحسناء الطيبة.» ثم انطلق طائرا في ضوء الشمس. •••
ظلت عقلة الإصبع تلاحقه بعينيها حتى اغرورقتا بالدموع؛ فقد كانت تكن للسنونو المسكين محبة بالغة.
غرد الطائر: «صوصو، صوصو» وهو ينطلق طائرا صوب الغابات الخضراء، بينما شعرت عقلة الإصبع بحزن شديد. فلم يكن مسموحا لها بالخروج إلى حيث أشعة الشمس الدافئة. وكانت الذرة المزروعة في الحقل أعلى منزل فأرة الحقل قد نبتت وارتفعت عاليا في السماء وكونت غابة كثيفة بالنسبة لعقلة الإصبع، التي لم يتعد طولها بوصة واحدة.
قالت فأرة الحقل: «سوف تتزوجين يا أيتها الصغيرة؛ فقد طلب جاري الزواج منك. يا له من حظ سعيد لطفلة مسكينة مثلك! الآن سنجهز ملابس عرسك، التي لا بد أن تكون من الصوف والكتان. لن يعوزك شيء بالتأكيد حين تصيرين زوجة الخلد.»
अज्ञात पृष्ठ