हिकाया वा मा फिहा
الحكاية وما فيها: السرد (مبادئ وأسرار وتمارين)
शैलियों
يعد الكتاب مرشدا مبسطا يأخذ بيد الكاتب الناشئ، ويسير معه خطوة بعد أخرى على طول رحلة تطويره لعمله، منذ اختيار القصة وإتمام عملية البحث المستفيضة حول الموضوع، ومرورا ببناء الإطار العملي وبناء المشاهد أو الفصول، مع تركيز خاص على مسائل رسم الشخصية، مع إدراج بعض الأسئلة والتمارين العملية في نهاية الفصول القصيرة؛ لكي ينفذ القارئ عمليا ما يتعلمه، ويطبق تلك المفاهيم والتقنيات على مشروعه من سيناريو أو رواية. لا تدعو الكاتبة إلى تغليب الطابع التجاري الهوليودي، والشطح بخلق أبطال محلقين فوق الحياة العادية، بقدر ما تحرض على تأمل ما يحيط بالكاتب واستمداد أفكاره من تربته، كقولها: «بالنسبة إلي أكثر القصص نجاحا هي القصص الشخصية الصغيرة عن الإنسان العادي؛ القصص التي تتحدث عن أناس يريدون ما نريده أنا وأنت، يشعرون كما نشعر أنا وأنت، هي القصص التي يتماهى معها الجميع.»
ميزة الكتاب الأساسية إلى جانب بساطته الشديدة ووضوحه الناصع، هي اشتغاله على المفاهيم الأساسية في كتابة الحكاية عموما؛ المفاهيم التي لا تقتصر فائدتها وأهميتها على كاتب السيناريو والرواية فحسب، بل تمتد أيضا نحو أي مشتغل بالكتابة السردية والدرامية تحديدا، فما أحوج كثيرين من كتاب الدراما التليفزيونية الجدد - على سبيل المثال لا الحصر - إلى الرجوع باستمرار لمرشد من هذا النوع، لعلهم يهتدون!
السيناريو «سد فيلد»
إذا كان كتاب راشيل بالون السابق قد جمع في حزمة واحدة بين هموم كتاب السيناريو والرواية، فهناك الكثير من كتب تعليم السيناريو ينصح بقراءتها لكتاب القصة والرواية أيضا، ولعل كتاب السيناريو لسد فيلد هو أشهرها، وقد ترجم أكثر من مرة في العالم العربي، وله طبعة مصرية عن مكتبة مدبولي، بترجمة سامي محمد، تتوالى طبعاتها منذ عام 2000. ويعد سد فيلد مدرب كتابة السيناريو الأشهر في أمريكا، إن لم يكن في العالم كله، وقد سبق أن زار مصر ونظم ورشة سيناريو عام 2008، وتوفي في نوفمبر 2013 عن 77 عاما. ولا يكاد يترك في كتابه هذا صغيرة أو كبيرة حول فن كتابة السيناريو، شارحا المبادئ والمفاهيم، وضاربا الأمثلة الحية من أشهر الأفلام. ولا تقتصر أهميته على كتاب السيناريو، بل تشمل عشاق السينما والأدب والروائيين، وحتى إن تباينت في أحيان كثيرة أدوات الكتابة بين الأنواع المختلفة، يبقى الهيكل العظمي الدرامي مرتبطا بوشائج لا تنكر. سيجد القارئ هنا مرشدا مبسطا يتناول عملية كتابة السيناريو بداية من اختيار الموضوع وتهيئته وتغذيته، إلى خلق الشخصية وبنائها وتمتينها، ثم وضع تتابع الفصول والمشاهد، وفصلها عن الاقتباس، ثم بناء السيناريو وكتابته في أحوال التعاون المشترك. يزود فيلد أغلب فصوله بمشاهد مأخوذة من سيناريوهات أفلام معروفة، منها: راعي بقر منتصف الليل و«كريب» وغيرهما، معلقا وشارحا. وتعد الفصول الخاصة برسم الشخصية من أهم أجزاء الكتاب وأنفعها لكل كاتب درامي أو أدبي، ومن بين ملاحظات فيلد الثاقبة فصله بين الحياة الداخلية لكل شخصية وحياتها الخارجية كما نراها مع بداية الأحداث، ويقصد بالأولى سيرة حياة الشخصية السابقة على رؤيتنا له في سياق الحدث والقصة، وهي أقرب إلى بطاقة التعريف أو تاريخ وجوانب الشخصية المختلفة في حالة ساكنة، قبل اندماجها في القصة على الشاشة أو الصفحات.
عيوب التأليف المسرحي «وولتر كير»
على مدى سنوات، خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن السابق، واصلت دار مكتبة مصر نشر سلسلة عرفت باسم مكتبة الفنون الدرامية، من المسرحيات المترجمة، أشرف عليها وترجم أغلبها الأستاذ عبد الحليم البشلاوي، صدر فيها مسرحيات لجوركي وإبسن وأونيل ووليامز وبنتر وشو وكثيرين غيرهم، ومن بين عناوين تلك السلسلة صدر كتاب «عيوب التأليف المسرحي» بترجمة البشلاوي كذلك، ونتمنى أن تواصل مكتبة مصر نشر طبعات جديدة من هذه السلسلة المهمة، وولتر كير هو ناقد مسرحي أمريكي، عمل لسنوات في جريدة هيرالد تربيون، واشتغل أيضا بالإخراج المسرحي، وقد جمع في كتابه هذا ثمرة مسيرته مع عالم المسرح والدراما مشاهدا وناقدا ومخرجا، في صيغة تحذيرات ذكية لكل كتاب هذا الفن. وإذا كان تركيزه ينصب على حركة المسرح الأمريكي خصوصا، فإن أفق طرحه يمتد إلى تاريخ المسرح ومشهده الواسع في العالم كله، ويستدعي نماذجه الكبيرة مثل أنطون تشيخوف وهنريك إبسن وجورج برنارد شو. قارئ هذا الكتاب سيلاحظ خفة الروح التي يقدم بها الكاتب نصائحه؛ فعنوان أحد الأقسام: كيف تفقد الأصدقاء بتأثيرك في الناس؟ وعنوان آخر: كيف تفسد قصة جيدة؟ وفي فصل بعنوان: الزورق البطيء إلى لا مكان، يشبه المسرحية التي لا تتحرك فيها الدراما بتجربة الجاثوم حين يفقد الإنسان قدرته على تحريك جسمه مع اندفاع عقله إلى الأمام، قائلا: «لست أعرف على وجه الدقة نوع التجربة التي يمر بها الإنسان في يقظته، فتحدث ذلك الكابوس؛ ولكني أستطيع أن أتصور حدوثه بعد أية زيارة للمسرح الحديث.» فما أحوج كثير من كتابنا إلى نصائح وولتر كير الغالية.
كيف تكتب للأطفال «جوان أيكن»
ربما تكون الكتابة للطفل هي النوع الأقل حظا من حيث توافر المواد التعليمية والإرشادية، على الرغم مما تتسم به من دقة وما تتطلب من شروط خاصة؛ لذلك فإن العثور على كتاب صغير القطع وجميل الإخراج عن هذا الموضوع ليس أكثر من مصادفة سعيدة. وقد ترجمه كاظم سعد الدين وصدر في العراق عام 1988 عن دار ثقافة الأطفال، بعد تاريخ صدوره بالإنجليزية بستة أعوام فقط. وقد كتبت جوان أيكن أكثر من خمسين كتابا للصغار والكبار، وألقت محاضرات حول كتب الأطفال على أمناء مكتبات ومعلمين وكتاب وأطفال طبعا، في كل من أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة، ومن بين ما كتبت للأطفال: البحيرة المسروقة، والضيوف الظلال، ولمسة برد، واذهب اسرج البحر، وغيرها من كتب الكبار والمسرحيات. من بين الأسئلة التي تطرحها في كتابها الصغير والعميق هذا: «لماذا تريد أن تكتب للأطفال؟ من هم قراؤك؟ ما الفرق الأساسي بين الكتابة للأطفال والكتابة للكبار؟» وتؤكد أنه لا توجد طريقة واحدة للكتابة للأطفال؛ فأذواقهم تختلف في القراءة كما تختلف أذواق الكبار تماما. وإن فكرة أن الأطفال يستمتعون بقصص الكنوز المخبوءة في قلاع مهدمة، لهي أحد الأخطاء الأساسية التي يقع فيها المبتدئون في هذا الميدان، وكذلك الانطباع الذي مفاده أن كتب الأطفال يجب أن تكون بسيطة، لذلك فهي سهلة الكتابة. تزخرف أيكن كتابها بمقولات ومقتبسات عديدة لكبار الكتاب، مثل: دويستوفسكي وجان جاك روسو وجراهام جرين، حول العالم الخاص بالطفولة والكتابة للطفل، أو ذكرياتهم عن أولى قراءتهم وهم صغار. وهي أبعد ما يكون في كتابها هذا عن تسطيح الأمور والاستخفاف، بل إن بعض نصائحها جديرة بتطبيقها على كل كتابة أدبية بلا استثناء، من ذلك مثلا: «إذا وجدت صوتا لكتابك، حتى إن كانت الحبكة والشخصيات لا تزالان في الطور الجنيني من التطور، فإنك تكون قد كسبت نصف المعركة. ولا شيء يستحث تدفق القصة على الجريان مثل اكتشاف الصوت الذي تروى به ...»
ملحق (ب): نصائح لكتابة السرد من عشرين كاتبا
محترفا
अज्ञात पृष्ठ