हिकाया वा मा फिहा
الحكاية وما فيها: السرد (مبادئ وأسرار وتمارين)
शैलियों
إشارة
الكتابة الحرة وطريقة الأسئلة الصغيرة أداتان مختلفتان، لكنهما متكاملتان مع هذا، فما قد تخرج به من نوبات الكتابة الحرة من مواد خام أولية، لا رابط أو ضابطا يحكمها، يمكنك العمل عليها بعد ذلك بطريقة طرح التوسع التدريجي هذه. كل ما عليك هو أن تطرح أكبر عدد ممكن من الأسئلة الصغيرة على جملتك أو مادتك المكتوبة، وتجيب عنها بإجابات غير متوقعة، فلا تتبع السكك المطروقة والمعبدة، غامر وجازف واكتشف وفاجئ نفسك لكي تستطيع أن تفاجئ قارئك بكل مدهش وغريب؛ فليس من الضروري بالمرة أن يكون أحمد ذلك هو تلميذا في المدرسة الابتدائية، بل يمكنه حتى أن يكون فراشا في المدرسة ذاتها، أو ولي أمر أحد التلاميذ تم استدعاؤه لمشكلة ما، أو معلما على المعاش ما زال يتردد من وقت إلى آخر على المكان الذي احتل ثلاثة أرباع حياته، والاحتمالات ... حسنا، لا داعي لتكرارها.
خبرة
يستعين بالأسئلة الصغيرة في كتابة رواياته الروائي الكندي السيريلانكي الأصل «مايكل أونداتجي»، صاحب الرواية الجميلة والشهيرة «المريض الإنجليزي»، التي تحولت إلى فيلم أكثر شهرة بالعنوان نفسه، يقول: «لا تكون في ذهني أية موضوعات كبيرة.» وسوف تسمع هذه العبارة تتردد على ألسنة كتاب كبار آخرين، وبدلا من الانطلاق من سؤال ضخم من نوعية: ما الشخصية التي يمكن لها أن تفتن القراء؟ أو ما أهم أحداث القرن العشرين؟ فإنه يجلس ليتأمل بضعة أحداث صغيرة ومحددة، مثل تحطم طائرة، أو مريض مغطى بكامله بالضمادات البيضاء يتحدث إلى ممرضة جميلة بجانبه، ثم يبدأ أونداتجي يسأل نفسه: من هذا الرجل؟ كيف أتى إلى هنا؟ لماذا تحطمت طائرته؟ في أي عام حدث هذا؟ ومن هذه الممرضة؟ ألها حبيب؟ ومن خلال إجاباته على كل تلك الأسئلة الجزئية الصغيرة - بحسب قوله - «تتجمع تلك الشذرات، أو قطع الفسيفساء الصغيرة، بعضها إلى بعض، فيصير بوسعك اكتشاف ماضي تلك الشخصيات، أو أن تبتكر ماضيا لبعضها.»
تمرين
اطرح على نفسك تلك الأسئلة الصغيرة وأجب عنها فورا بينما تكتب، تشعب مع جملتك في كل اتجاه ممكن لتبني حولها كتلة من العلامات والروابط والصلات، وستكون الكتابة المتشعبة هذه هي أداتك النافعة حين تريد كسر قيد جملة مصمتة لا تريد أن تلين أمام رغبتك في الكتابة، ومع ذلك تجدها جميلة ومغوية بالسير خلفها. مارس طريقة الأسئلة الصغيرة لفترة حتى تتقن استخدامها كأداة عمل. اختر جملا سابقة لك، منتزعة من سياقها، أو من نصوص لكتاب آخرين بصورة عشوائية - هذه ليست سرقة ما دمنا في إطار التمرينات - تلمس الفجوات الموجودة فيها، واطرح عددا من الأسئلة «الصغيرة» حول عناصرها ومفرداتها، وأجب عنها إلى أن تتحول تلك الجملة الأولى إلى شيء مختلف. ليس من الضروري أن ينتج عن هذه التمرينات شيء له قيمة أدبية، فما هي إلا تمرين لعضلاتك الكتابية، ولكي تتسلح بتلك الأداة حينما يأتي وقت الجد، الذي صار وشيكا.
نصيحة
في نصائحه المعنونة «كيف تكتب رواية في 100 يوم أو أقل»، كتب جون كوين: «على الرغم من عدم وجود قواعد بشأن أفكار القصص، فإني سأقدم لكم تحذيرا صغيرا: تناولوا الأفكار الصغيرة. من أسوأ الأخطاء التي قد يبدأ بها روائي العمل على روايته، هو الاستعانة بالأفكار الكبيرة في محاولة للتوصل إلى قصة تختزل العالم كله بداخلها، على اعتقاد أنه كلما كانت الفكرة أكبر كانت أفضل؛ وهذا ليس صحيحا، فلتكن فكرة قصتك صغيرة ومركزة. انبش في روحك المبدعة عن قصة صغيرة لها مغزى عميق عندك أنت، فكلنا أبناء في عائلة إنسانية واحدة، وإذا أبدعت قصة ذات مغزى عميق بالنسبة إليك، فغالبا ما ستكون كذلك بالنسبة إلى الآخرين.»
كن صياد فراشات
مقتطف
अज्ञात पृष्ठ