बिना शुरुआत और अंत की कहानी
حكاية بلا بداية ولا نهاية
शैलियों
فانقلبت سحنة الملعون من السخط إلى الذهول وهتف: الصائغ؟ - بلحمه ودمه! - ولكن لا لحم هناك ولا دم. - أجل! - غير معقول. - هي الحقيقة كما ترى. - أعوام انقضت ولكنها لا تكفي لتبرير هذا التغير الشامل! - أجل. - كأنك خارج من قبر. - كأني خارج من قبر. - ماذا حدث لك؟ - ذاك تاريخ طويل. - ولكن زواجك فشل؟ - أجل. - ووقع الطلاق؟ - لا أدري. - وكيف تلاشى شكلك الآدمي؟
فتردد قليلا ثم سأله: ألك أعداء؟ - ليس لي أصدقاء. - سأقص عليك قصتي، فمنذ ...
وتوقف حائرا ثم تمتم: الحق أنه لم يعد لي علم بالزمن. - أهمله كما يهملنا. - جئت يوما أسأل عنك في هذه القهوة، خطفت، جرى معي تحقيق غريب، عذبت، سجنت في الظلام زمنا لا أدريه، ثم وجدتني ملقى في الخلاء!
ضحك الملعون وقال: مررت بمحنة مماثلة في زمن ماض. - أنت أيضا؟! - أنا أيضا. - نفس الظروف والأسباب؟ - تقريبا. - ومن هم أولئك الشياطين؟ - علمي علمك! - كيف يمكن أن تقع تلك الأحداث؟! - كما يقع غيرها. - أمور تجنن. - لا تشغل بالك بما لا حل له. - لا حل له؟ - أجل، بما لا حل له وحدثني عن زواجك. - لم أجد أثرا لدكاني التي ضاعت في التنظيم. - حدثني عن زواجك. - ذهبت إلى بيتي، بيت الزوجية، فوجدته مأهولا بأغراب! - ضاع كل شيء؟ - كل شيء.
فقال الملعون باسما: ولكن زوجتنا ما زالت ترفل في حلل السعادة. - ألديك معلومات عنها؟ - هل في وسع عاشق أن ينزع عينيه من معشوقه؟! - جاء دوري لأسألك. - ما أكثر أخبارها وما أقلها، حدث واحد يتكرر إلى ما لا نهاية، زواج طلاق، زواج طلاق، زواج طلاق، زواج ... - ما أعجب ذلك ! - ما أعجب ذلك! - يا لها من امرأة! - يا لها من امرأة! - لكنها طعنت في السن؟ - جمالها في عيني غير قابل للزوال! - سيجيئ يوم فيجري عليها ما جرى علينا. - أشك في ذلك. - لكل شيء نهاية. - ليس كل شيء له نهاية. - أنت تمزح ولا شك. - لم قصدتني في ذلك اليوم المشئوم؟ - أردت أن أناقش معك أسباب الفشل. - أكنت بدأت تعانيه؟ - أجل. - هي أسباب واحدة. - حقا؟ - ما العجب في ذلك؟ - إذن فهي امرأة مريضة. - الأصح أن تقول إننا نحن المرضى! - لن يوفق معها رجل. - لعله لم يخلق بعد. - ولن يخلق أبدا. - لا تحكم على المجهول. - إنه شيء يفوق الخيال. - كما أمكن أن توجد هي فمن الممكن أن يوجد هو.
فتنهد في قنوط وقال: دلني على عنوانها. - لمه؟ - أرغب في مقابلتها. - لكنها لن تعرفك. - أذكرها بنفسي فتعرفني كما عرفتني أنت. - وما فائدة ذلك؟ - أجل، وما فائدة ذلك؟! - خير من ذلك أن تفكر في عمل تحصل به على رزقك. - كنت أبرع صائغ. - دعنا من كان وكنا. - ماذا أعمل؟ - ممكن أجد لك عملا في الروبابيكيا، ولكني من زمن أفكر في مغامرة تعود علينا بالرزق الوفير. - ما هي؟ - مشروع لم أجد الشريك الثقة له. - وهل أصلح له؟ - سأجد لك غرفة للإقامة فوق سطح عمارة في حي راق. - وبعد؟ - ومن خلال علاقاتي الكثيرة بالبيوت والناس سأشيع أنك من رجال الأمن السريين الدهاة. - رجال الأمن؟ - وينتشر الرعب في المساكن التي لا يخلو واحد منها من نقطة ضعف يخاف عليها من القانون. - وماذا نجني من وراء ذلك؟ - أمثل دور السمسار الخاص لك وأتلقى الهبات والهدايا! - يا له من مشروع خيالي! - هو أكثر من واقعي، ستنهال علينا الأموال، لن نسترد قوانا الضائعة ولكنا سنعيش في رفاهية كالأحلام. - أتمنى أن تتحقق الأحلام. - وإذا تحققت أمكن بفضل الرفاهية أن نجد الوسائل الكفيلة بالعزاء والنسيان. - نسيان المرأة وعشقها؟ - أجل، ولدينا فرص لا حصر لها لتكرار التجربة في أحياء كثيرة. - لو تحقق ذلك فهو المعجزة! - أجل .. المعجزة!
6
في بهو فاخر جلس الشريكان. بينهما مائدة حفلت بما لذ وطاب من طعام وشراب. بهو كأنه متحف. وكانت أعينهما تلتمع بالنشوة حين قال الصائغ وهو يرفع كأسه: صحة الضعف البشري. - وليدم إلى الأبد! - أصبح الآن من الممكن أن ننسى. - صدقت ولكننا لم ننس بعد تماما. - كلما رجعنا إلى الإفاقة رجعت الذكريات كالزنابير. - يا ويلنا من الإفاقة. - ولكن لدينا ما يشغلنا، لدينا الطعام والشراب والتحف النادرة وأدوات الترف والحدائق والملاهي الليلية. - لدينا حقا ما يشغلنا ولكنها تخطر على القلب في الإفاقة. - ما دامت وسائل النسيان متوفرة فلا خوف علينا. - فلنغرق فيها حتى الأعماق. - إنها تطاردنا ولكنها لن تقبض علينا. - نجونا من الجنون. - يا له من جنون! - عليها اللعنة. - صحتك. - صحتك! - عليك أن تحصل لنا على عملة صعبة من السوق السوداء لنغزو السوق الحرة. - سيتم ذلك على خير وجه .. وأظن آن لي أن أذهب. - مصحوبا بالسلامة.
ودعه حتى الباب. وجعل يذرع البهو وهو ينظر في الساعة. حتى دخل الخادم وهو يقول: جاءت السيدة.
فقال بلهفة: أدخلها.
अज्ञात पृष्ठ