बिना शुरुआत और अंत की कहानी
حكاية بلا بداية ولا نهاية
शैलियों
ورجع إلى موقفه وقد تضاعف تجهمه، ثم قال: كدت أنسى! لقد دفعني الغضب إلى طريق وعر. - أجل فقد اعتدى عليه بعضهم. - هنالك ما هو أفظع من ذلك!
حدجها بارتباك ثم عاد يقول: لقد عرضت بشرفه! - شرفه! .. ماذا تعني؟ - أشعل غضبي لحد الجنون، عيرني متحديا فصحت به إن بيته ليس أشرف من البيوت التي يعرض بها! - خبر أسود! - ذكرتك بطريقة ما.
هبت قائمة في فزع هاتفة: كلا.
فأجاب بأسى: بلى! - أنت؟! - دفعني إلى حافة الجنون. - رباه .. هل لمحت إلى ذلك التاريخ القديم؟ - كلا ولكنه غادر بيتي فاقد العقل ولا شك أنه يجد الآن في البحث عنك. - إنه يظن الآن أنك تسعى إلى فضحه انتقاما منه، يا للكارثة. - أكدي له أنها محض أكاذيب لم أرددها إلا رغبة في الانتقام منه. - ترى أيصدقني؟ - سيصدقك، إننا نصدق ما نحب أن نصدقه. - وإن طاردني بشكوكه؟ - أصري على رأيك، ما عسى أن أقول أكثر من ذلك؟ إني غارق في محيط من المشاكل التي تبدو لا حل لها.
شملهما صمت. تبادلا نظرة طويلة. بدا شاحب اللون غائر النظرة كما بدت دميمة من أثر البكاء والغم. وتساءلت بلهفة: أأرجع إلى بيتي بلا بارقة أمل؟
فقال متنهدا: لا أعد بشيء لا سيطرة لي عليه، يلزمني وقت أخلو فيه إلى نفسي. - وكيف أذهب ولا شيء في يدي غير الخواء؟ - لقد عريت مزيدا من الحقائق، حسبك هذا. - ولكنه لم يغير من القضاء فيما يبدو؟ - لقد أتخمت بالحقائق المفزعة ويلزمني وقت أخلو فيه إلى نفسي. - دعني أكرر عليك أن الحكمة تستطيع أن تقدم خيرا. - لا طافة عندي لسماع جديد. - أذهب؟ - بسلامة الله.
همت بالذهاب ولكنها عدلت. ترددت متفكرة. ثم قالت: لقد رميتني بشتى التهم. تصورت أن أي حقد تحداك إنما يستمد من حقدي الأبدي، دعني أقول لك قبل الذهاب، دعني أقول لك .. إنك .. مخطئ!
نظر إليها بعينين متعبتين وتساءل: ماذا تعنين؟
فقالت وهي تمضي إلى الخارج: أستودعك الله.
أتبعها عينيه حتى اختفت. تساءل ماذا تعني. سرعان ما شدته الهموم إلى دوامتها. جلس على الديوان وأغمض عينيه. دخل خادم فأضاء النجفة والمصابيح ثم ذهب. استشف جفناه الضوء فانقبض قلبه لمقدم الليل. ترامى إلى أذنيه وقع عصا على أرض الحجرة. فتح عينيه ملتفتا نحو الباب فرأى الشيخ تغلب الصناديقي.
अज्ञात पृष्ठ