बिना शुरुआत और अंत की कहानी
حكاية بلا بداية ولا نهاية
शैलियों
وكان يغوص في ظلمات اليأس بلا توقف بيد أنه لم يجد بدا من السير في طريق الأحزان حتى نهايته. قال لها: حدثيني الآن عن أختي رشيدة!
رفعت المرأة رأسها في فزع. - لا تجزعي فلا يخفى اليوم سر. - لتبعد عنا الشياطين! - لكنها تزحف علينا من جميع الجحور. - كف عن هذا العذاب. - لقد خلقت هذه الليلة للعذاب. - كأني لا أعرفك يا بني. - ولا أكاد أعرف نفسي ولا طريقتي ولا حارتي، ولكن قيل إني مجرم من سلالة مجرمين. - بني! - حدثيني عن أختي رشيدة، لا تخافي عليها، إنها تعيش اليوم في كنف زوج كبير المقام في أقاصي الصعيد، ولكن سيرتها الخفية يقرؤها المطلعون من أبناء حارتنا. - كيف تفتح أبواب الجحيم بيديك؟ - لقد فتحتها الزبانية.
انتحبت أم هاني بحرارة فقال: لا تبكي، لا فائدة، ولكن تكلمي.
فهتفت: ليقطع لساني إن نطق بسوء. - لقد لعبت البنت لعبة غير لائقة مع خادم، كذبيني إن استطعت. - اللهم احفظنا. - لعبة ليست غريبة في هذا البيت، فقد لعبتها أنا مع أخريات، هكذا يتلقانا الشيطان جيلا بعد جيل. - يا رب عفوك ورضاك! - لا شك أن أبي حزن حزنا بليغا، أخته فابنته ثم ابنه، لعله تساءل طويلا عن سر عذابه، ترى ماذا كان يقول في خلوته؟ - كما يجدر بالمؤمن الصادق. - ولا شك أنه عانى كثيرا قبل أن يعثر لها على زوج مناسب!
تنهدت المرأة قائلة: لقد قصرت عمري يا بني. - كلانا يتلقى الضربات يا أماه.
وغشيهما صمت غير قصير، ثم قادها إلى الداخل كما جاء بها وهو يقول: سامحيني، لقد حملتك من العذاب ما لا طاقة لك به.
ولما رجع إلى البهو وجد الشيخ عمار في انتظاره. وقفا متقابلين يتبادلان النظر، ثم قال الشيخ عمار: آن لك أن تنام يا مولاي.
ضحك الشيخ ضحكة لا حياة فيها فقال الشيخ عمار: فلنفكر مليا ثم نشرع في العمل بلا تردد.
فلوح الشيخ محمود بيده في غضب وصاح: يا شيخ عمار .. لا تحدثني بلغة الحكماء فلست حكيما، إني مجرم تجري الجريمة في عروقه منذ القدم، شد على قبضتك .. اشحذ سلاحك .. سدد ضرباتك، نحن نخوض معركة حياة أو موت تحتاج إلى الدهاء والقسوة والعنف لا المأثورات الجميلة، إنك ثعلب ماكر وإني لفي حاجة إلى كل نقطة مكر في صدرك، لا تعن بالمحافظة على المظاهر الرقيقة فقد فاحت روائح الباطن الكريهة، إلي بجميع الشياطين التي تقيم في هذا البيت واستعر من تستطيع من شياطين الحي كله، كفاك خداعا بالفضائل الكاذبة .. واستخرج من قبور قلبك الرذائل الرائعة المخلوقة أصلا للكفاح والنصر، لنتصرف بسرعة .. وبقوة .. وبلا رحمة، ليكن سلوكنا كما ينبغي لأناس سادوا بعد هرب موفق من مسرح جريمة بشعة .. ثم هاموا على وجوههم كالوحوش يأكل بعضهم بعضا .. ولما شيدوا من أسلاب الضعفاء قصرا جعلوه ميدانا لألعاب الخسة والفسوق، يا شيخ عمار هلم إلى ساحة الغدر والجريمة والعنف.
6 - الحال خطيرة، وستزداد مع الأيام خطورة!
अज्ञात पृष्ठ