आपकी हाल की खोजें यहाँ दिखाई देंगी
وأما يابني ما كره الله من السرق والخيانة وترك أداء الأمانة، فقد كان هذا في الجاهلية عند أهلها من الكفار مذموما، وكان من فعله في الجاهلية لئيما معاقبا مقيتا ملوما، ثم حكم الله في السارق بقطع يده لسخطه عليه، فقال فيما نزل على نبيه من كتابه: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم} [المائدة: 38]، وقال مؤكدا لأمره في أداء الأمانة إلى أهلها مرغبا في تكرمة تأدية الأمانة وفعلها {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} [النساء:58].
فوالله يابني إنه ليستحسن من الرجل الكافر والعجمي الخبيث المحتقر أداء الأمانة إذا استؤمن عليها، فكيف بالمستأمن من ذوي الشرف والحسب، ألا يؤدي أمانته إلى من وثق به واسترسل إليه فيها، ولقد ذكر الله أداء الأمانة عن بعض كفرة أهل الكتاب منبها بذلك لذوي الورع في الدين والألباب، فقال سبحانه: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما} [آل عمران:75] ذما منه سبحانه لمن ترك أداء الأمانة وإن كان كافرا، وأداء الرجل يابني لأمانته فمن صيانته لنفسه وتكرمته لها، ولم تزل الخيانة مذمومة مسخوطة في جميع الأديان والأمم كلها.
पृष्ठ 92