وجاء الخبر المنقول الثابت الصحيح عن الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم أنه قال: ((اقتلوا الفاعل والمفعول به)) ([6]) ولم يجعل لقتله تأخيرا عنه، ولم يأمر فيه بضرب ولا حد من الحدود إلا القتل([7]) الحذر يابني في الحداثة من أسنانكم والكبر لهذه الخطيئة العظمى والذنب الأكبر، فإنه عند الله سبحانه من أكبر الكبائر وأنكر المنكر، فاحرسوا منها أنفسكم وذراريكم، واحذروا أن يخلو بهم في صغرهم أحد ممن تجهلون خبرهم من جميع من يأوي إليكم، حتى تكمل عقول أولادكم، ويفهموا ما حرم الله عليهم، وما في هذا ومثله من عقوبة خالقهم وسخط بارئهم، لأن هذه العظيمة من الفواحش مما قد سلم الله والدكم ولله المنة عليه صغيرا وكبيرا منها، فلم يأت ذكرا ولم يأته ذكر ولله المنة عليه في ذلك الأكبر، وبالله عصمة من عصم وسلامة من سلم.
[ وصيته عليه السلام في ترك الخمر وكل مسكر ]
وأحذركم يابني ثم أحذركم وأنذركم يابني عصمكم الله ثم أنذركم، الخطيئة المحرمة في كتاب الله وهي باب إذا أدخله إبليس العبد طرحه دخوله في كل بلية من مساخط الله، فإنها أم الخطايا وباب البلايا الذي يفضي بمن دخله إلى كل شر، ويوقعه في كل فاحشة ومنكر.
وهذه الخطيئة التي حذرتكم فهي ما نهى الله عنه وحرمه من شرب المسكر فإن الله لم يحرمه إلا لما فيه من الشرور، وما يحمل عليه ويصير إليه من شربها من قبائح الأمور، فإن الله سبحانه قد بين العلة التي حرمها لها، وسماها اسما جامعا.
पृष्ठ 45