فالحذر له الحذر والهرب منه الهرب، يابني فإن الله قد أغناكم عنه غنى واسعا، موجودا بالنكاح لكرائم النساء، وجعل منه بدلا في كل ناحية وفج من فجاج الدنيا، بالأزواج الحلال الحسان، بالمهور اليسيرة، والأثمان في ملك اليمين القليلة، قال الله سبحانه وتعالى في صفة المؤمنين، وهو يخبر منهم عن الناجين: {قد أفلح المؤمنون(1)الذين هم في صلاتهم خاشعون(2)والذين هم عن اللغو معرضون(3)والذين هم للزكاة فاعلون(4)والذين هم لفروجهم حافظون(5)إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين(6)فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون(7)والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون(8) والذين هم على صلواتهم يحافظون(9)أولئك هم الوارثون(10)الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون(11)} [المؤمنون: 1 11].
فأخبر الله سبحانه وتعالى في هؤلاء الآيات أن من فعل فيها وفيما وصف منها ما به أمر، وانتهى عما نهى عنه في هؤلاء الآيات وازدجر، كان عنه سبحانه راضيا، وجعله للفردوس([5]) في جنات النعيم وارثا، وكان فيها باقيا مخلدا.
पृष्ठ 40