96

High Aspiration

علو الهمة

प्रकाशक

دار القمة - دار الإيمان

प्रकाशक स्थान

مصر

शैलियों

برجال (١) إنما هم فَحْمٌ مِن فحم جهنمَ، أو لَيكُوننَّ أهونَ على الله من الجُعْلانِ (٢) التي تدفع النتن (٣) بأنفها" (٤).
وعن معاذ بن جبل ﵁ أن رسول الله ﷺ قال له، وقد التفت نحو المدينة: "إن أهل بيتي هؤلاء يَرَوْنَ أنهم أوْلى الناس بي، وإن أولى الناس بي المتقون، مَن كانوا، وحيث كانوا" الحديث (٥).
فالحزم اللائق بالنسيب: أن يتقي الله تعالى، ويكتسب من الخصال الحميدة ما لو كانت في غير نسيب لكفته، ليكون قد زاد على الزُّبْدِ شَهدًا، وعلَّق على جِيْدِ الحسناء عِقْدًا، ولا يكتفي: لمجرد الانتساب إلى جدودٍ سَلَفُوا، ليقال له: "نِعْمَ الجدودُ، ولكن: بئس ما خلفوا" وقد ابتلي كثير من الناس بذلك، فترى أحدهم يفتخر بعظم بالٍ وهو عري -كالإبرة- من كل كمال، ويقول: "كان أبي كذا وكذا"، وذاك وصف أبيه، فافتخاره به نحو افتخار الكوسج (٦) بلحية أخيه، ومن هنا قيل:

(١) أي: بآبائهم وأجدادهم الذين ماتوا على الكفر، ومعاندة رسول الله ﷺ،
فعذبهم الله بذلك، وجعلهم لهبًا وحطبًا ووقودًا لجهنم.
(٢) الجعلان جمع جُعَل: دويبة أرضية.
(٣) وفي لفظ الترمذي: (أو ليكونن أهون على الله من الجُعَل الذي يُدَهْدِهُ) - أي: يدحرج (الخُرْءَ بأنفه).
(٤) رواه أبو داود، والترمذي، وحسنه، والبيهقى، واللفظ له، وحسنه المنذري
في "الترغيب" (٣/ ٦١٤).
(٥) قطعة من حديث أخرجه الإمام أحمد، والطبراني في "الكبير"، وصححه ابن
حبان (الإحسان: رقم ٦٤٧).
(٦) الكوسج: الذي لا شعر على عارضيه.

1 / 98