327

हिदायत रघिबीन

هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين

فالبسيطة سيرة القاضي العالم علي بن نشوان -رحمه الله- فإنه الذي ابتدى تأليف (السيرة المنصورية) وأبسط فيها القول بسطا شافيا، ورأيت منها المجلد الأول، وفيه ما يدل على تبحره في العلم، وحسن السياق، ورشاقة العبارة، وجودة اللفظ، وإضائة المعاني؛ فإن صاحب السيرة ما لم يكن على هذه الصفة لم تحسن السيرة، وربما كان كلامه إذا كان بخلاف هذه الأوصاف مغيرا لحسن سيرة الإمام، ومفسدا لها بكلامه الركيك، وعبارته القاصرة، وألفاظه المتقاصرة، وقد رأينا هذا عيانا، وشاهدناه بيانا، في سيرة المتقدمين، ورأيت في سيرة علي بن نشوان خط الإمام المنصور بالله عليه السلام في أماكن كثيرة تصليحا وزيادة، وقيل: أنها إلى عشرة مجلدة.

وأما السيرة المتوسطة فهي سيرته المشهورة التي جمعها الشيخ الفاضل أبو فراس بن دعثم -رحمه الله-، وهي ستة مجلدة، أخبرني بعض العلماء أنه اختصرها من سيرة ابن نشوان.

وأما السيرة المختصرة فهي ما ختم به الفقيه حميد -رحمه الله- (كتاب الحدائق الوردية) فإنه ذكر الإمام المنصور بالله عليه السلام، وكان كلامه في سيره وأخباره أوسع من السابقين عليه من الأئمة -عليهم السلام-، وما ذلك إلا لأنه -رحمه الله- شاهد المنصور عليه السلام، وعاصره وأخذ عنه، ولم يكن بينه وبينه واسطة، فجادت في سيرته عبارته، وحسنت في ذلك إشارته، وترسلت فيه قريحته، وتفننت في أخباره طريقته.

पृष्ठ 371