हिदायत हयारा
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
अन्वेषक
محمد أحمد الحاج
प्रकाशक
دار القلم- دار الشامية
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
١٤١٦هـ - ١٩٩٦م
प्रकाशक स्थान
جدة - السعودية
शैलियों
दर्शनशास्त्र और धर्म
وَيُخْبِرُونَهُ بِصِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَأَنَّ هَذِهِ دَارُ هِجْرَتِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى يَهُودِ تَيْمَا فَأَخْبَرُوهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَسَأَلَ النَّصَارَى فَأَخْبَرُوهُ بِصِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَأَنَّ مُهَاجَرَهُ يَثْرِبُ، فَرَجَعَ أَبُو عَامِرَ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا عَلَى دِينِ الْحَنِيفِيَّةِ، وَأَقَامَ مُتَرَهِّبًا وَلَبِسَ الْمُسُوحَ، وَزَعَمَ أَنَّهُ عَلَى دِينِ إِبْرَاهِيمَ وَأَنَّهُ يَنْتَظِرُ خُرُوجَ النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا خَرَجَ وَظَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِ وَأَقَامَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ. فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَدِينَةَ حَسَدَهُ وَبَغَى وَنَافَقَ، وَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ بِمَ جِئْتَ؟ بِمَ بُعِثْتَ؟ قَالَ: بِالْحَنِيفِيَّةِ، قَالَ: أَنْتَ تَخْلِطُهَا بِغَيْرِهَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: أَتَيْتُ بِهَا بَيْضَاءَ، أَيْنَ مَا كَانَ يُخْبِرُكَ بِهِ الْأَحْبَارُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى مِنْ وَصْفِي؟ فَقَالَ: لَسْتَ بِالَّذِي وَصَفُوا، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: كَذَبْتَ، فَقَالَ: مَا كَذَبْتُ، فَقَالَ الرَّسُولُ ﷺ: الْكَاذِبُ أَمَاتَهُ اللَّهُ وَحِيدًا طَرِيدًا، قَالَ: آمِينَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّةَ وَكَانَ مَعَ قُرَيْشٍ يَتْبَعُ دِينَهُمْ وَتَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أَسْلَمْ أَهْلُ الطَّائِفِ لَحِقَ بِالشَّامِ فَمَاتَ بِهَا طَرِيدًا غَرِيبًا وَحِيدًا.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي جَمَاعَةٍ، كُلٌّ حَدَّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنَ الْحَدِيثِ، ... عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْمُقَوْقِسِ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهُ: إِنَّ مُحَمَّدًا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، وَلَوْ أَصَابَ الْقِبْطُ وَالرُّومُ اتَّبَعُوهُ، قَالَ الْمُغَيَّرَةُ: فَأَقَمْتُ بِالْإِسْكَنْدَرِيَّةِ لَا أَدَعُ كَنِيسَةً إِلَّا دَخَلْتُهَا، وَسَأَلْتُ أَسَاقِفَتَهَا مِنْ قِبْطِهَا وَرُومِهَا عَمَّا يَجِدُ مِنْ صِفَةِ مُحَمَّدٍ ﷺ. وَكَانَ أُسْقُفٌّ مِنَ الْقِبْطِ وَهُوَ رَأْسُ كَنِيسَةِ أَبِي مُحَيِّسٍ، كَانُوا يَأْتُونَ بِمَرْضَاهُمْ فَيَدْعُو لَهُمْ، لَمْ أَرَ أَحَدًا لَا يُصَلِّي الْخَمْسَ أَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنْهُ، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَهُوَ آخِرُهُمْ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِيسَى أَحَدٌ، وَهُوَ
2 / 390